118

د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

ژانرونه

ثم أسس مدرسة للعساكر المشاة في «الخانقاة». أما الفرسان فاتخذ لهم قصر مراد بك على الضفة اليسرى من النيل، وعهد بأمر تعليمهم إلى أحد رجال نابليون، وهو المسيو «فران». ولم يفته أمر تعليم فرقة خاصة للمدفعية لما يعلمه من الأعمال الجليلة التي تقوم بها هذه الفرقة في حومة الوغى؛ إذ كانت ذكرى حروب الفرنسيس في موقعة أنبابة لا تزال جديدة في ذهنه، وقد أبلت فيها المدفعية الفرنسية بلاء حسنا، فناط بالكولونيل «سيجيرو» الإسباني تأسيس مدرسة للمدفعية، فنظمها وقام بأمرها خير قيام؛ فرفع مقامه محمد علي ومنحه رتبة بك.

ولم يترك محمد علي بابا إلا طرقه رغبة في تقوية جيشه الذي تتوقف عليه قوته وعظمته، فحول جزءا عظيما من قلعة الجبل إلى دار صناعة؛ حيث كان يشتغل فيها مئات من المصريين في صب المدافع وصنع معدات الجنود والذخيرة وكل ما يلزمهم. وكان يشرف على هؤلاء عمال مهرة أحضرهم محمد علي من أوروبا لهذا الغرض، وقد تمكن بكل هذه المعدات من إعداد جيش من أعظم جيوش العالم في ذلك العصر.

ولم يتبع في تأليف الجيش الطريقة التي كان يتبعها في أعماله الأخرى؛ أي السرعة، بل كانت زياداته تدريجية؛ ففي عام (1238ه/1823م) كان عدد الجيش الجديد 25000 جندي، وفي عام (1241ه /1826م) عندما أشعل اليونان نيران حرب استقلالهم بلغ 90000، وفي عام (1248ه/1832م) بلغ 150000 من الجنود النظامية يستعملون 100 مدفع من مدافع الميدان. وقال كلوت بك في كتابه على مصر، عند كلامه على الجيش: إن عدد الجنود المصرية عظم في عصر محمد علي حتى بلغ 276000، منهم 130000 من الجنود المنتظمة، و41000 من المرتزقة - الباشبزق - و19000 بحري، والباقي من المهندسين وغيرهم. (4-6) البحرية

أول أسطول أنشأه محمد علي كان أيام حربه مع الوهابيين، وكان الغرض منه نقل العساكر من السواحل المصرية إلى بلاد العرب، وقد أفاده فيما بعد؛ إذ كان يحافظ به على السفن التجارية الذاهبة إلى الشرق من لصوص البحر، وعلى مر الأيام رأى ضرورة بقاء أسطول في البحر الأبيض لحماية السفن التجارية من لصوص اليونان.

وقبل نشوب حرب اليونان اشترى بعض السفن من البندقية ومرسيليا، وصنع بعضها الآخر هناك على حسابه، إلا أن معظم أسطوله حطم في هذه الحرب في واقعة «نوارين» كما سيأتي بعد في موضعه.

ولما علم محمد علي ما للأسطول من الفائدة بعد هذه الواقعة، أسس في عام (1245ه/1829م) دار صناعة بحرية بالإسكندرية، وبنى فيها مصانع خاصة لفتل الحبال وصناعة الحديد وعمل الصواري والقلوع وكل ما يلزم للسفن، وأنشأ فيها أيضا مدرسة بحرية أعدها لتمرين عدد من الشبان المصريين على العلوم والمعارف اللازمة لضباط البحرية. وكان المنوط به إنشاء هذه السفن المهندس البحري «دي سريزي»، أما إدارة المدرسة فكانت في يد المسيو «بيسون»، وقد ترقى بعد إلى رتبة أمير البحر للأسطول المصري ورقى هذان الرجلان العمارة البحرية إلى درجة جعلتهما في صف سليمان باشا منظم الجيش البري.

وقد بلغ عدد المراكب الحربية في عام (1248ه/1832م) ثلاثين قطعة تحمل 1300 مدفع، وفيها من العساكر البحرية من لا يقل عن 12000 جندي.

وأرسل جملة من التلاميذ لتلقي الفنون البحرية العملية على سطح المراكب الإنجليزية.

ولم يفته أمر تحصين الشواطئ، فأنشأ الحصون - الاستحكامات - اللازمة لحفظ السواحل، مخافة الإغارة على البلاد كما حصل في عام (1222ه/1807م)؛ فأحضر لذلك مهندسين حربيين من الأجانب، وكلفهم اختيار المواقع المهمة من جميع السواحل المصرية، وأنشأ بها المعاقل، ونصب بها المدافع اللازمة والعساكر الكافية؛ فتضاعفت بذلك قوة مصر، وعظم شأنها، كما يدل على ذلك حروبه التي سنذكرها. (4-7) ميزانية الحكومة

قد رأينا المشروعات العظيمة التي قام بها محمد علي؛ من إصلاح الزراعة وتنمية الصناعة، ونشر التعليم وترقيته، وتنظيم الجيش وإنشاء البحرية. ويجدر بنا الآن أن ننظر كيف كان يتسنى له جمع المال اللازم لكل هذه المشروعات وتوزيعه عليها. على أن الوقوف على ذلك باليقين ليس بالأمر الهين؛ لأن دفاتر المالية في ذلك العهد لم يكن يعتمد عليها، ولأن الحكومة المصرية لم تنشر لها ميزانية سنوية إلا بعد عهد محمد علي، إلا أن بعض الأوروبيين الذين كانوا بمصر في ذلك العهد وعنوا بهذه الشئون قدروا ذلك بوجه تقريبي يساعدنا على تفهم الوارد والمنصرف. وقد كانت الميزانية في أول أمرها صغيرة بالطبع، لصغر الجيش وعدم اتساع نطاق المشروعات، وقد قدر الدخل لعام (1236ه/1821م) بمبلغ 1200000 جنيه، والمصروف بأقل من ذلك بيسير. أما في عام (1249ه/1833م) فكان تقدير الميزانية كما يأتي:

ناپیژندل شوی مخ