112

د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

ژانرونه

ولا يخفى ما في ذلك من المصاعب لضرورة جلب الفحم والحديد والأخشاب والآلات من الخارج، ولأنه أيضا يلزم المصريين زمن طويل وخبرة كبيرة حتى يصلوا إلى درجة بها يمكنهم أن ينافسوا أعمال أوروبا. إلا أنه قاوم كل هذه الصعوبات وأنشأ عدة معامل في أنحاء القطر، وفت بغرضه مدة من الزمان.

فمن أهم ما أنشأه معامل الغزل ونسيج القطن والحرير والكتان والصوف. فكان للقطن خاصة ثمانية عشر معملا في أمهات مدن القطر، كالمنصورة ودمياط ورشيد - التي كان ينسج فيها كرباس أشعة السفن - وفي المحلة الكبرى وزفتى ومنية غمر وبني سويف. وأهم هذه المعامل معمل بولاق، وكان يسمى «معمل مالطة» لكثرة المالطيين فيه، وكان رئيسه المسيو «جوميل» الفرنسي.

وأنشأ مبيضة للمنسوجات بين بولاق وشبرا.

وأنشأ في بولاق معملا للجوخ، أحضر له في مبدأ الأمر رجالا من الفرنسيين لإدارته، ثم أرسل الشبان إلى معامل «سيدان» و«ليون» بفرنسا ليتعلموا صناعته، فلما رجعوا حسنوا صناعة هذا الصنف، وصار يستعمل في ملبوس الجيش.

وأسس مصابغ للمنسوجات استعمل فيها النيل - النيلة - الذي كان يستخرج من

وأنشأ كذلك معملا عظيما للطرابيش بمدينة فوه بإدارة رجل مغربي، وجلب له مهرة العمال من تونس، فنجح نجاحا باهرا؛ إذ كان ما يصنعه في اليوم يربو على 720 طربوشا.

وأنشأ أيضا معامل للسكر في الصعيد؛ أهمها معمل الروضة ومعمل ساقية موسى، وأوجد معاصر للزيت، فكان في الوجه البحري منها عشرون، وفي القاهرة أربعون.

وقد وجه عنايته الخاصة إلى إيجاد جميع المواد الأصلية اللازمة لهذه الصناعات في البلاد المصرية؛ فأكثر من زراعة القطن والقنب والكتان - كما أسلفنا - وربى الأغنام وعني بأمرها عناية عظيمة، وجلب كل صنف منها لتحسين نوع الصوف الذي في البلاد، غير أن ذلك لم يجد نفعا لعدم ملاءمة الجو لهذه الأغنام؛ فاضطر أخيرا للعدول عن ذلك بعد أن بذل فيه كل مجهود.

واجتهد أيضا في إنماء دودة القز في البلاد، ليستغني بنتاجها عما يأتي إليه من الخارج، فزرع لأجلها أشجار التوت بوفرة في رأس الوادي، وحفر السواقي لريها، وجلب أناسا كثيرين ممن لهم دراية بتربية دودة القز، فبلغ ما جمعه من الحرير سنة (1249ه/1833م) عشرة آلاف أقة تقريبا.

هذه بعض المصانع التي شيدها محمد علي في أنحاء البلاد، وناهيك بمصانعه الأخرى من المسابك وغيرها من لوازم الجيش والأسطول. ولكنها لم تدم طويلا للصعوبات التي بيناها آنفا، وتلاشى بعضها في مدة حياته، واضمحل الباقي عقب موته، وأصبحت كأن لم تكن؛ يشهد بذلك ما قاله أحد مهندسي الإنجليز من أنه «زار دار الصناعة ببولاق عقب وفاة محمد علي، فوجد فيها من الآلات المهملة ما لا تقل قيمته عن 1200000 جنيه.»

ناپیژندل شوی مخ