د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
ژانرونه
صلى الله عليه وسلم
في صلاتهم.
أما آدابهم فهي على نقاء وصفاء؛ إذ يحرمون جميع الموائع المسكرة وكل المواد المخدرة، ويحرمون جميع أنواع الفجور والفسق والعدول عن الحق والإنصاف والعمل بالحيل والخداع والاغتصاب والمقامرة. أما في شهامة التعصب الحقيقي للدين فإنهم يغارون على كل صغيرة مخلة بالدين الحق، ووجهوا أيضا جل قوتهم إلى تحريم الملابس الحريرية، والترف في العيش، وحلق الرأس، والبكاء والنحيب على الميت.
ولما أراد عبد الوهاب نشر مذهبه قام في وجهه أناس كثيرون واضطهدوه، ففر هاربا إلى «الدرعية»، وهي إحدى مدن نجد وعلى بعد 400 ميل من شرق المدينة، فحماه «محمد بن سعود» حاكمها، ومال إلى مذهبه فاعتنقه وعمل على نشره، وكان غرضه من ذلك أن يمد سلطانه على البلاد العربية ، فاتخذ ذلك وسيلة إلى مطامعه الشخصية، فامتد سلطانه وسلطان ابنه «عبد العزيز» على جميع بلاد نجد من سنة (1159 إلى 1206ه/1746-1791م). ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن عبد الوهاب عاش حتى رأى مذهبه منتشرا في طول البلاد وعرضها، وتوفي سنة (1201ه/1787م) بعد أن بلغ من العمر الخامسة والستين تقريبا، تاركا ثمانية عشر ولدا من عشرين زوجة.
ولقد أقلق بال شريف مكة انتشار مذهب عبد الوهاب وازدياد نفوذ عبد العزيز بن سعود في البلاد العربية، فجرد في عام (1213ه/1798م) حملة على عبد العزيز كان نصيبها الفشل.
ولما أمن عبد العزيز جانب شريف مكة - لأنه كان لا يقوى على مقاومته - وجه جل عنايته إلى نشر مذهب الوهابية، وتوسيع نطاق ملكه في وادي الفرات ودجلة، فلم يوفق إلى ذلك لأن والي بغداد هزمه هزيمة منكرة، وإن كان لم يقتف أثره في أواسط بلاد العرب خوفا من هلاك جيشه في وسط الصحراء؛ ومن ذلك الحين لم يجرؤ عبد العزيز على محاربة والي بغداد، إلا أنه قام في عام (1216ه/1801م) وهاجم «كربلاء» وقتل رجالها، واستحيا نساءها، وانتهك حرمة ضريح الحسين وسلب أشياء كثيرة. وفي العام التالي دخل مكة بدون معارضة من شريفها «غالب»، وكان تركها وانحاز إلى جدة.
وفي نفس العام قام أحد المتعصبين من الأعجام واغتال عبد العزيز وهو يصلي، انتقاما لما ارتكبه من الفظائع في كربلاء، فقام بأعباء الملك بعده ابنه «سعود الثاني»، وهو أعظم رجال هذه الأسرة؛ إذ وصلت في عصره مملكة الوهابيين إلى أوج عزها ومجدها. وقد دخل في السنة التي تولى فيها الضريح النبوي، ونهب كل ما فيه من الكنوز؛ ومن هذا العهد أصبحت بلاد العرب كلها تحت سلطانه، ثم ابتدأ من عام (1221ه/1806م) يتشدد في جمع الضرائب، حتى كره الناس حج بيت الله الحرام، ومن غلوه في مذهبه أنه أغلق أبواب جميع القهوات وحرم شرب الدخان ولبس الحرير وغيره مما يتزين به.
ومما سبق يعلم أن ما كلفه محمد علي من قبل الباب العالي كان في الحقيقة فتح بلاد العرب للدولة من جديد، وكان بقاؤه على ولاية مصر متوقفا على نجاحه في إخضاع الوهابيين. (2-1) حملة محمد علي على الوهابيين
قبل أن يعد محمد علي حملته على بلاد العرب كاتب شريف مكة، ولما وثق من موالاته له، وعلم أنه لم ينقد للوهابيين إلا كرها، جهز جيشا عظيما يبلغ 8000 من الألبانيين، وأرسله بطريق البحر الأحمر في أسطول أعده لهذا الغرض، كان يصنع سفنه قطعا مفككة بالقاهرة، ثم يرسلها إلى السويس على ظهور الإبل لتركب هناك، وقد أفاد من هذا الأسطول فائدة عظيمة؛ إذ به يمكنه أن يسيطر على جميع ثغور العرب، ويصبح في قبضته كل التجارة وطرق الحج إلى بيت الله الحرام.
نزلت هذه الحملة في ثغر «ينبع» بقيادة ابنه طوسون، فلم يلق بها أدنى مقاومة؛ لأن شريف مكة «غالبا» سلمها طوع إرادته؛ ومن ثم سار نحو المدينة. وكان العدو قد كمن له، فتغلب في طريقه بعد مناوشات خفيفة على قريتي «بدر» و«الصفراء»، إلا أن العدو بيته عند «الجديدة» في درب ضيق جدا وكاد يقضي على كل الجيش، فلم يبق منه إلا 3000 جندي التجئوا إلى ينبع بعد أن أنهكهم التعب، وهرب بعد هذه النكبة كل الألبانيين، فلما علم محمد علي بذلك استشاط غضبا وأنب «صالح قوج» رئيسهم على تخاذلهم وما أظهروه من الجبن. وكان يريد الفتك بصالح قوج، لولا ما له عليه من المآثر خصوصا بلاءه في حادثة القلعة، فاكتفى بنفيه من مصر مع من هرب معه من الألبانيين بعد أن أجزل لهم العطاء. وكان يعتقد أنه لا يهدأ له بال ما دامت هذه الفئة الثائرة المتمردة في داخل البلاد.
ناپیژندل شوی مخ