243

تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

ژانرونه

وكان كيور أحمد باشا قد استدعي إلى الأستانة وولي حكومة قبرص، فأقيم مقامه باشا آخر سنة 1156ه، فعامله إبراهيم كخيا بالاحتقار فحقد عليه. ثم اتفق غياب إبراهيم في قافلة الحج إلى مكة فاغتنم الباشا غيابه وتواطأ مع حسين بك الخشاب على مكيدة يعدانها لإبراهيم، فاتفقا على أن يقوم الخشاب بقتل إبراهيم ورفيقه رضوان وأن يكافئه الباشا على ذلك بمشيخة البلد. فلما رجع إبراهيم سعى الخشاب في إنجاز وعده، ففاز بالقبض على الاثنين فسجنهما في القلعة فولاه الباشا مشيخة البلد. لكنه لم يهنأ بها؛ لأن دعاة إبراهيم كخيا اتحدوا وهجموا على حسين بك والباشا، وأخرجوا المسجونين، ففر الخشاب إلى مصر العليا واختبأ في إبريم من بلاد النوبة. أما الباشا فاستدعي إلى الأستانة فعاقبه السلطان عقابا انتهى بالموت. (14-3) نشأة علي بك الكبير

وكان في حوزة إبراهيم كخيا أكثر من ألفي مملوك، في جملتهم علي الذي سيلقب بعلي بك الكبير ويكون له شأن عظيم بهذا التاريخ، وسترى في سيرته أنه من أفراد الدهر حزما وبطشا وحكمة. وكان علي سلحدارا بين مماليك إبراهيم كخيا. وكان إبراهيم يحبه كثيرا ويجل مواهبه حتى جعله ناقل سيفه. ومما زاده تعلقا به أنه اصطحبه إلى الحرمين في قافلة وكان قد صار كاشفا. فسار قائدا لتلك القافلة فلاقاهم في الطريق عصابة من اللصوص، فدفعهم علي بقلب لا يهاب الموت فلقبوه بالجني. ولما رجع إبراهيم كخيا إلى القاهرة عزم على مكافأة علي برتبة بك لكن صغر سنه ودسيسة الخشاب حالا دون ذلك.

ثم عقب ذلك شاغل أكثر أهمية زاد الأمر تأخيرا؛ وذلك أنه جاء القاهرة خبر وصول باشا جديد إلى الإسكندرية بدلا من الباشا الذي أخرج منها. وكان من عادة رجال الحكومة في مصر إذا علموا بمجيء باشا جديد أن يبعثوا وفدا يلاقونه في الإسكندرية، وفيهم العيون والجواسيس فيحيطون به يستطلعون مقاصده ونواياه، ويطلعون على ما في يده من الأوامر السلطانية، فإذا رأوا تلك الأوامر سلمية ومقاصده حسنة رحبوا به وفتحوا له الطريق حتى يصل بولاق فيحتفل الأمراء بلقائه. أما إذا تبينوا من أحواله غير ذلك أبلغوا الأمراء بالقاهرة، فيجتمعون ويقررون إعلانه أن يقف حيث هو، ويكتبون إلى ديوان الأستانة بعدم مناسبة ذلك الباشا الجديد وأن بقاءه في مصر مخل بالنظام العمومي، أو ربما حمل الرعية على الثورة. ثم يطلبون استبداله بآخر أكثر موافقة للبلاد منه.

فلما اتصل بهم خبر قدوم هذا الباشا واسمه راغب محمد باشا، سار شيخ البلد بنفسه لاستقباله ومعه البكوات، فخلع على كل واحد منهم خلعة كالمعتاد. ثم اجتمعوا جميعا بجلسة رسمية وأقسموا على الطاعة والإخلاص لأمير المؤمنين. وأحب الأمراء راغب باشا محبة عظيمة؛ لأنه عرف كيف يعامل شيخ البلد، فأحبته الرعية ومالوا بكليتهم إليه، فقضى بين ظهرانيهم سنتين كلهما سلام وطمأنينة، حتى أجمع البكوات على استبقائه بينهم زمنا طويلا.

شكل 1-19: أكبر رجال الدولة بملابسهم الرسمية: الصدر الأعظم والقائمقام والرئيس أفندي وعضو المجلس.

وهم في ذلك ورد إلى الباشا خط شريف

3

أن يسعى جهده في قطع دابر البكوات وفي جملتهم شيخ البلد ومن يلوذ به. فاستنتج الباشا من نص ذلك الخط أن ديوان الأستانة مشتبه بتصرفه في مصر، وأنه وشي إلى جلالة السلطان بأن اتفاقه مع بكوات مصر ليس إلا لعزمه على استخدامهم في مآربه بالاستقلال بحكومة مصر، وإخراجها من طاعة الدولة العلية. فوقع في حيرة وتردد بين أن ينفذ الأوامر الشاهانية مع ما فيها من الخطر، أو أن يعطيها أو يؤخرها، فيعرض حياته للخطر ويؤيد التشكيات التي تقدمت بحقه. وبعد أن نظر في المسألة من سائر وجوهها فضل الفتك بأصدقائه البكوات. فتواطأ مع عصابة من رجاله أنه متى اجتمع البكوات في مجلسه، فليكونوا على استعداد للهجوم عليهم معا عند أول إشارة. ففعلوا ما أمرهم به لكنهم لم يفوزوا كل الفوز؛ لأن ثلاثة من البكوات تمكنوا من النجاة وفي مقدمتهم شيخ البلد بعد أن جاهدوا الجهاد الحسن، وأوسعوا الباشا تعنيفا على فعلته هذه التي لم يكونوا ينتظرونها منه بعد ما أظهروه نحوه من اللطف والإخلاص. فبرأ ساحته بإطلاعهم على الفرمان السري الوارد له بهذا الصدد فكفوا عن الانتقام منه، لكنهم عزلوه وكتبوا إلى الأستانة يطلبون بدله. وعينوا ثلاثة بكوات في مكان الثلاثة الذين قتلوا بتلك المكيدة.

واغتنم إبراهيم كخيا هذه الفرصة لترقية علي كاشف فرقاه إلى رتبة بك، فشق ذلك على أحد البكوات المدعو إبراهيم بك، شركسي المولد يعرف بإبراهيم بك الشركسي، وكان من دعاة إبراهيم كخيا لكنه تظاهر عند ذلك بعداوته، ونمت بينهما الضغائن ولم تنته إلا بقتل إبراهيم كخيا بعد ذلك بخمس سنوات بيد إبراهيم بك الشركسي المذكور سنة 1168ه. وفي تلك السنة توفي السلطان محمود بن مصطفى.

وترى في شكل

ناپیژندل شوی مخ