تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
ژانرونه
وتولى بعد جعفر باشا مصطفى باشا، فقبض على مصطفى بك الملقب بالبكلجي زعيم الثورة التي نشأت في أيام مصطفى باشا لفغلي وحكم عليه بالإعدام. فسر الناس بذلك؛ لأن مصطفى بك المذكور كان أصل متاعبهم. على أن سرورهم لم يلبث أن ظهر حتى أبدل بالكدر؛ لأن مصطفى باشا حاكمهم الجديد اضطهد تجارهم وضيق عليهم مسالك رزقهم. فرفعوا تظلماتهم إلى السلطان فنظر في دعواهم وأنصفهم، فعزل ذلك الباشا وولى حسين باشا، فبادر هذا إلى إبطال جميع الضرائب غير العادلة التي كان قد ضربها سلفه. وفي أيامه ارتفع النيل ارتفاعا فوق العادة فطاف على الأرض، وأغرقها حتى يئس الناس من البقاء لنهاية ذلك الطوفان، وأصابهم ضيق عظيم عقبه طاعون شديد. ثم عزل حسين باشا واستقدم إلى الأستانة، وقبل وصوله إليها خلع السلطان عثمان الثاني يوم الخميس في 8 رجب سنة 1031ه، وأعيد مصطفى الأول الذي كان قبله.
أما الباشا المعزول فوصل إلى الأستانة في أسعد الأوقات له؛ لأن إعراض السلطان السابق عنه كان داعيا لرغبة السلطان الجديد في تقريبه منه، فاتفقت الأحزاب هناك على توليته الصدارة العظمى. وكان عثمان الثاني قبل وفاته قد بعث إلى مصر محمد باشا بدلا من حسين باشا، لكنه لم يصل مصر إلا بعد أن أنبأ أهلها بما كان يأتيه في الروملي يوم كان واليا عليها، فنفروا منه وخافوا من تصرفه. ولحسن حظهم لم يبق بينهم إلا شهران ونصف شهر، فلما تولى حسين باشا الصدارة العظمى عزله بأمر السلطان مصطفى الأول وولى إبراهيم باشا. وبقي هذا على مصر سنة وقد تمكن بحسن سياسته وتدبيره من اكتساب رضى الأهلين وثقتهم، إلا أنه حصل في أيامه ضيق عيش وغلت أسعار المأكولات جدا.
ولما عزل إبراهيم باشا سافر إلى الإسكندرية بحرا خلافا للعادة الجارية فيمن سبقوه على حكومة مصر؛ فإنهم كانوا إذا عزلوا من مناصبهم سافروا برا. وتولى مكانه مصطفى باشا، واستلم زمام الأحكام في 22 رمضان سنة 1032ه، فأتاه كتبة الديوان يشتكون تصرف سلفه وقالوا إنه مدين للخزينة بمبلغ وافر، فأرسل في أثره بعض الجاويشية فالتقوا به فهددهم بالقتل إذا لم يعودوا عنه فخافوا وعادوا إلى القاهرة. فأرسل الأمير صالح بك فأدركه وقد نزل البحر في الإسكندرية، فأوعز إليه أن يقف فأجاب أنه متوجه إلى الأستانة، فإذا كان عليه شيء يدفعه هناك إلى السلطان نفسه. قال ذلك ونشر الشراع فمخرت به السفينة فأطلقوا عليه من طابية منارة الإسكندرية بعض الطلقات المدفعية فلم يبال بها. (9) سلطنة مراد بن أحمد (من سنة 1032-1049ه/1623-1640م)
فبلغ الأستانة والسلطان مصطفى الأول قد خلع، وتولى مكانه السلطان مراد الرابع ابن أحمد فلم يتعرض له أحد. وبعد تولية مصطفى باشا بثلاثة أشهر - أي في 15 ذي الحجة - ورد إلى القاهرة الأمر بعزله وتولية علي باشا مكانه. فاجتمعت الأجناد وساروا إلى القائمقام عيسى بك يطلبون الإعطاءات التي تفرق عند تولية كل وال جديد، فانتهرهم عيسى بك قائلا: «أفي كل ثلاثة أشهر يجددون هذه الطلبات؟!» فأجابوه: «وما المانع؟ ألم يغير مولانا السلطان كل ثلاثة أشهر واليا علينا؟ ألا يضر ذلك بمصلحة البلاد؟ وإذا أراد أن يولي كل يوم واليا، فنحن أيضا كل يوم نطلب الإعطاءات التي لنا.» فحاول القائمقام إقناعهم فلم ينجح ولم يزدهم ذلك إلا عنادا وتهديدا، وصرخوا جميعهم بصوت واحد: «نحن لا نرضى حاكما آخر غير مصطفى باشا وليرجع هذا إلى حيث أتى.» ثم قرءوا الفاتحة وأقسموا أن يحافظوا على ما قالوه، وأن لا يحنت أحد منهم بذلك؛ وبناء عليه أعيد مصطفى باشا إلى منصبه.
فلما رأى الحزب العسكري معه كتب إلى السلطان يطلب تثبيته، وأرفق الكتاب برسائل عديدة ممضاة من علماء القاهرة ومشايخها وقضاتها وجميعهم يطلبون تثبيته. ثم بلغهم وصول علي باشا إلى الإسكندرية، فبعثوا إليه وفدا يبلغونه أن الجند والأهلين متفقون على رفضه، فجمع الوفد إليه ودفع إليهم كتبا كلها مدح وإطناب للأمراء والجيوش، فعاد الوفد وقرأ تلك الكتب على الجند فلم يكن جوابهم إلا إعادة الوفد ليعيدوا مطالبهم الأولى. فلما رأى إصرارهم استشاط غضبا، وأمر فقبض على ذلك الوفد وقيدوا إلى قلعة الإسكندرية مغلولين وزجوا في سجنها، فتآمروا مع جند الإسكندرية - وكانوا من حزبهم - فحلوا وثاقهم وهجموا جميعا على علي باشا، وقوضوا خيمته وأجبروه على الخروج من الإسكندرية حالا، فأنزلوه في قارب مخصوص وأخرجوه من الميناء، وكانت الريح ضده، فأعادته ثانية فأطلق عليه الأمير مصطفى من قلعة المنارة عدة طلقات ثقبت سفينته ثقوبا لم تغرقها لكنها أخرجتها من الميناء ولقب الأمير مصطفى من ذلك الحين بالطبجي.
وفي 20 ربيع آخر سنة 1033ه جاء القاهرة كتاب يحمله حمام الزاجل - وهو بريد تلك الأيام - فحواه قرب وصول مندوب عثماني ومعه الأوامر السلطانية. وبعد أيام وصل ذلك المندوب ودخل القاهرة وجمع السناجق والأمراء وكبار الموظفين في الديوان، وألبس مصطفى باشا الخلعة المرسلة إليه من السلطان. ثم تلا عليهم الفرمان بتثبيته على مصر. وفي السنة التالية زاد النيل زيادة فوق العادة فبلغ 24 ذراعا، فخاف الناس أن لا ينحسر الماء عن أراضيهم في زمن يمكنهم فيه زراعتها. لكنه أخذ في الهبوط بسرعة فانكشفت الأرض وزاد خصبها. (9-1) الوباء وبيرام باشا
ولم تكد مصر تنجو من الجوع حتى داهمها ما هو أصعب مراسا منه، نعني الوباء؛ فإنه ظهر فيها بأوائل ربيع أول سنة 1035ه، وأخذ ينتشر في جميع أنحائها بسرعة.
وفي شعبان من تلك السنة أخذ بالتناقص ولم ينقض إلا في أوائل رمضان. قال بعضهم: إن الذين ماتوا بسبب هذا الوباء ثلاثمائة ألف نفس. فتذرع الباشا بهذه الضربات لاختلاس أموال الناس فجعل نفسه وريثا لكل من مات بالوباء من الأغنياء، فاستولى على تركاتهم؛ فتظلم الورثاء إلى الأستانة. ولا يخفى أن هذا الباشا لم يتول مصر إلا رغم إرادة الباب العالي، فاغتنم هذه الفرصة فعزله وولى بيرام باشا، فجاء وحاكم مصطفى باشا وحكم عليه بدفع الأموال التي اختلسها فباع كل ما له من المتاع والمقتنيات ودفع ما عليه، ولما عاد إلى الأستانة (سنة 1037ه) حكم عليه بالإعدام.
ولا يخفى أن محاولة الجيوش والأمراء عزل وتولية باشوات مصر تجرد إرادتهم مخالف للنظام، ومغاير لما وضعه السلطان سليم الفاتح لكل فئة من فئات مصر الحاكمة من الحدود. فكانت موافقة الباب العالي على مطاليب الأمراء خرقا للحدود السابقة. وعلى ما تقدم حصل بعض التعديل في القواعد الاساسية التي سنها السلطان سليم الأول منذ قرن. وكان بيرام باشا محبا للعلم والعلماء، لكنه كان أكثر حبا لجمع المال وإقامة المشاريع المفيدة، وتنشيط التجارة على أنواعها؛ فأكثر من الضرائب حتى على الصابون، وكان حازما لم يترك للجند فرصة للتمرد فهدأت مصر في أيامه. (9-2) محمد باشا وموسى باشا
ثم استدعي إلى الأستانة وعين وزيرا في ديوانها، وهذه هي المرة الثالثة لتعيينه في ذلك المنصب. فتولى بعده الوزير محمد باشا فساس الأمور بحكمة ودراية، وكان محبا للعزلة؛ فلم يخرج بموكبه في أثناء حكمه التي هي نحو سنتين إلا ست مرات. واتصل به ما أصاب اليمن من الشغب الناتج عن سوء السياسية مع القبائل البدوية، فعرض على السلطان إخضاعها وتعهد بإرسال فرقة من رجاله بقيادة قنسو بك أمير الحج لهذه الغاية. فأجابه السلطان إلى ما طلب، وولى قنسو بك على اليمن مع رتبة باشا وجعله بكلربكي (أمير الأمراء) على الجيش. فأنشأ قنسو جيشا من ثلاثين ألف مقاتل وقبض مبلغا كبيرا ليدفع منه نفقات الحملة، وبعد أن قبضه توقف عن السفر، وترك جيشه بمصر يسلبون وينهبون ويقتلون الأهلين ويتعرضون للمسافرين. ولحسن الحظ كان بين تلك الجيوش ألف رجل من الروملي جاءوا للاشتراك في تلك الحملة تحت قيادة الأمير جعفر آغا، فأخمدوا تلك الثورة وألزموا قنسو بك أن يسير بهم إلى اليمن في محرم سنة 1039ه فسار وحارب وفاز. وبعد سبعة أشهر من سفر تلك الحملة (في 19 شعبان) طاف على مكة سيل من الماء أغرق القسم الأعظم من أرضها حتى الكعبة، فهدم معظم بنائها ولم يبق من جدرانها إلا الأيمن . فاتصل ذلك بوالي مصر فأوصله للسلطان مراد الرابع، فأنفذ السلطان إلى محمد باشا يعهد إليه ترميمها ففعل. فبلغت جميع النفقات نحو مائة ألف قرش (القرش يساوي أربعة فرنكات تقريبا).
ناپیژندل شوی مخ