230

تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

ژانرونه

وفي سنة 945ه عهدت باشوية مصر إلى داود باشا، فبقي عليها 11 سنة و8 أشهر، وكان رجلا مستقيما كريم الأخلاق محبا للعلماء آخذا بناصرهم كلفا بالمطالعة، وعلى نوع خاص مطالعة المؤلفات العربية؛ فجمع منها عددا وافرا واستنسخ كل ما ظفر به من الكتب غير المطبوعة، فجمع مكتبة جميلة جدا. وكان الأهلون في مدة حكمه في بحبوحة السعادة والأمن، وتوفي في القاهرة سنة 956ه فتولى مكانه علي باشا، وهذا رمم وبنى عدة بنايات عمومية في القاهرة وفي فوة ورشيد واقتدى به غيره من بكوات مصر، فجعلوا يشيدون الجوامع منها الجامع الذي ابتناه عيسى بك في ديروط. وكان علي باشا محبوبا مكرما عند المصريين بمنزلة الأب، لكنه مع ذلك لم يحكم إلا أربع سنوات وستة أشهر. ففي سنة 961ه تولى باشوية مصر محمد باشا، وكان الناس يبغضونه فلم يحكم إلا ثلاث سنوات، ولما زاد التشكي منه عزل واستقدم إلى الأستانة للمحاكمة فحكم عليه بالقتل سنة 963ه.

وبعد محمد باشا تولى إسكندر باشا فحكم 3 سنوات و3 أشهر ونصف، وفي سنة 968ه تولى علي باشا الخادم. وبعد 17 شهرا خلفه مصطفى باشا (الثاني) في سنة 969ه، ثم في سنة 971ه تولاها علي باشا الصوفي سنتين و3 أشهر. وكان علي الصوفي قبلا حاكما في بغداد مشهورا فيها باعوجاج الأحكام والخيانة، فلما تولى مصر كثرت فيها السرقات والتعديات حتى غصت ضواحي القاهرة باللصوص، واخترقت فئة منهم المدينة حتى الجامع الأبيض. فاضطرت الحكومة أن تقيم سورا من قنطرة الحاجب إلى هذا الجامع منعا لمثل ذلك.

وفي شوال سنة 973ه أبدل علي باشا الصوفي بمحمود باشا، وهو آخر من تولى مصر في أيام السلطان سليمان فجاء من الأستانة بموكب عظيم فأهدي إليه في أثناء مروره من الإسكندرية إلى القاهرة هدايا عظيمة. فلما وصل القاهرة لاقاه الأمير محمد بن عمر متولي الصعيد على قارب فيه جميع أنواع الهدايا وخمسون ألف دينار، فأخذ الباشا الهدايا منه وأمر بخنقه حال خروجه من مجلسه. وأمر أيضا بخنق القاضي يوسف العبادي لأنه لم يأت لملاقاته ولم يهده شيئا، واستمر على هذه المظالم حتى قتل معظم أعيان القاهرة، فكان لا يمر إلا ومعه الشوباصي (رئيس الجلادين)، فإذا مر بأحد وأراد قتله أشار بيده إلى الشوباصي فيعمد حالا إلى ذلك السيئ الطالع فيعدمه الحياة بأسرع من لمح البصر.

وفي 3 رجب سنة 974ه توفي الأمير إبراهيم الدفتردار، وكان أميرا للحج فاستولى محمود باشا على ما ترك من المال والمماليك والجواري، وجملة ذلك مائة ألف دينار ضمها إلى المال الذي يرسل إلى الأستانة سنويا، وبعث معها هدايا ثمينة للسلطان ووزرائه استجلابا لخاطرهم. لكنه لم ينتفع من ذلك قبل أن قتل في يوم الأربعاء غاية جمادى الأولى سنة 975ه وهو مار في موكبه الاعتيادي بين البساتين. ولم تقف الحكومة على القاتل فاتهمت اثنين من الفلاحين وقتلتهما ظلما؛ لأنهما وجدا بقرب مكان القتل. وكان السلطان سليمان قد توفي قبل ذلك بسنة (صفر سنة 974ه) وسنه 74 سنة، ومدة حكمه 48 فتولى بعده ابنه سليم شاه «الثاني» في 9 ربيع أول من تلك السنة.

شكل 1-7: نقود سليمان القانوني.

وترى في شكل

1-7

نقود السلطان سليمان ضربت في القسطنطينية سنة 926ه. ومما يحسن التنبيه إليه أن سلاطين آل عثمان لا يؤرخون نقودهم إلا بسنة جلوسهم على السلطنة وليس بسنة ضربها. (4) سلطنة سليم بن سليمان (من سنة 974-982ه/1566-1574م)

فلما بلغ السلطان سليم شاه موت محمود باشا أمر بنقل سنان باشا من باشوية حلب إلى باشوية مصر. وبعد وصوله إليها بتسعة أشهر أنفذه لمحاربة اليمن، فسار سنان من مصر في 4 شوال سنة 976ه، ومعه حمزة بك وماماي بك وغيرهما من أمراء مصر، واستخلف على مصر إسكندر باشا الشركسي. ومكث سنان باشا في تلك الحملة سنتين و4 أشهر ففتح اليمن وعاد ظافرا إلى مصر، فرأى الأحوال هادئة والنظام مستتبا بدراية إسكندر باشا المذكور؛ لأنه كان حكيما محبا للرعية، فرفع الضرائب عن الفقراء والعاجزين والقسم الأعظم من طلبة العلم، وكان شديد التعلق بالعلم وذويه، فلما عاد سنان باشا إلى مصر (أول صفر سنة 979ه) عادت أحكامها إلى يده، فاهتم بتأييد النظام وحفظ رونق البلاد، فأعاد حفر ترعة الإسكندرية، ورمم وبنى فيها جامعا وشارعا وعدة حمامات، وبنى في بولاق بمصر شارعا ووكالات وجامعا لا يزال معروفا باسمه. وما زال على مصر إلى ذي الحجة سنة 980ه، فخلفه حسين باشا وكان على جانب من اللطف والدعة وحب العلم والأدب، ولا يعاب إلا لكثرة حلمه؛ الأمر الذي آل إلى تكاثر اللصوص في ولايته، ولم يحكم إلا سنة وتسعة أشهر. وفي أيامه توفي السلطان سليم شاه (سليم الثاني) في 28 شعبان سنة 982ه بعد أن حكم ثماني سنين وخمسة أشهر و19 يوما.

شكل 1-8: نقود السلطان سليم الثاني.

ناپیژندل شوی مخ