تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې

جرجي زيدان d. 1331 AH
194

تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

ژانرونه

وكانت ممالك الملك الصالح صفوفا يميز كل منهم بعلامات خصوصية يجعلونها على ثيابهم وأسلحتهم. فكانت علامة بعضهم الورد، وعلامة البعض أشكال الطيور، وكانوا يتمنطقون بمناطق جميلة مختلفة الألوان، فتألف منهم جيش مخصوص تسبب عنه قلاقل في سائر المملكة المصرية، وقد كانوا بالواقع ميالين إلى الاستقلال بالحكم لا يمكنهم الرضوخ لسلطان من السلاطين باختيارهم؛ لأنهم كانوا كثيري العدد والعدد، وكانت أهم المناصب في أيديهم، وأمنع حصون البلاد في قبضتهم قد اتخذوها مستقرا لهم، حتى إذا ضاقت ذرعا عن الإحاطة بهم ابتنوا بأمر الملك الصالح قصورا عظيمة متقنة البناء منيعة الجانب في جزيرة الروضة قرب المقياس، وقد زادها مركزها الطبيعي مناعة وجمالا؛ لأن النيل يتفرع هناك إلى فرعين، وكان يدعى عند نقطة تفرعه بالبحر؛ لعظم اتساعه، فسمي هؤلاء بالمماليك البحرية، ومنها اسم دولتهم تمييزا لها من دولة المماليك الشراكسة.

وكانت سطوة المماليك البحرية تنتشر يوما فيوما إلى أنهم طمعوا بخلع السلطان، وتولي الملك مكانه. فلما تولى الملك المعظم آخر سلاطين بني أيوب، وكان على ما كان عليه من الاستبداد أنفت نفوسهم من أعماله، فسعوا بما سعوا إلى أن قتلوه على ما تقدم.

وكان الملك لويس التاسع والذين معه لا يزالون أسرى في البرج الخشبي الذي التجأ إليه الملك المعظم قبل قتله، ولما لعبت النار بالبرج فر الملك لويس ومن معه، ومروا بين المصريين وهم يقتلون ملكهم، ثم نزلوا على مراكب كانت في انتظارهم، وأقلعوا بعد أن شاهدوا مقتل الملك المعظم. ثم جاءهم رجل من المصريين يدعى الفارس أقطاي حاملا قلب الملك المعظم، وأعطاه للملك لويس، وطلب إليه أن يكافئه على قتل عدوه، وقال بعض المؤرخين - ولا أراه في مكان الثقة - أن الأمراء المصريين بعد قتلهم ملكهم طلبوا إلى لويس المذكور أن يتولى زمام الأحكام مكانه فرفض. (2) سلطنة شجرة الدر (سنة 648ه أو 1250م)

شكل 11-1: المحمل المصري.

فلما قتل الملك المعظم اختلفت الأحزاب على من يبايعون بعده؟ وكل فئة منهم تحاول استبقاء الحكم في يدها، وعلا الخصام حتى كاد يفضي إلى الحرب، فتدراكت الأمر شجرة الدر بعد أن رأت ما حل بالملك المعظم، وتبصرت في أمر من يجب أن يخلفه فرأت حزب المماليك أعز جانبا من الجميع، ونظرا لكونها من أبناء جلدتهم وافقتهم على رأيهم، وكانت قبل ذلك تمكنت بطريقة غريبة لم يسبق لها مثيل في الإسلام أن تستلم زمام الأحكام بإقرار الجميع، وكيفية ذلك: أنها تواطأت مع أيبك عز الدين، وكان من أعظم الأمراء المماليك، وأقواهم نفوذا، وكان بينهما علاقات ودية منذ أيام الملك الصالح، ويقال: إنه من قتلة الملك المعظم، فتمكنت بذلك التوطؤ من مبايعة جميع الأعيان لها، ولقبت بعصمة الدين أم خليل في 10 صفر، وكانت توقع بما مثاله: «والدة خليل» ونقشت اسمها على النقود بما هو «المستعصمة الصالحية ملكة المسلمين والدة المنصور خليل خليفة أمير المؤمنين» وخطب لها على المنابر بعد الدعاء للخليفة، وهذه صورة الخطبة: «واحفظ اللهم الجبهة الصالحية ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين ذات الحجاب الجميل، والستر الجليل، والدة المرحوم خليل زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب.» وعينت عز الدين أتابكا عندها لتدبير المملكة. ثم أخذت في التقرب من أرباب الدولة، ووجهاء البلاد فجعلت تخلع عليهم الخلع الثمينة، وتمنحهم المناصب والرتب، وتخفض الضرائب. إلا أن جميع هذه المساعي لم تأتها بفائدة؛ لأن الناس لم يرتاحوا إلى طاعتها. فأنفذ السوريون إلى الخليفة العباسي في بغداد يستفتونه في أمر هذه الملكة. فكتب إليهم يقول: «من بغداد لأمراء مصر. أعلمونا إن كان كل ما بقي عندكم في مصر من الرجال لا يصلح للسلطنة فنحن نرسل لكم من يصلح لها. أما سمعتم في الحديث عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

أنه قال: «لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ».»

فاستمسك مماليك مصر بهذه الفتوى، وثار رفقاؤهم في دمشق، وخلعوا طاعة شجرة الدر، وبايعوا سلطان حلب الملك الناصر يوسف الأيوبي في 8 ربيع أول، وقتلوا كل من في دمشق من المماليك على دعوة شجرة الدر، ومثل ذلك فعل أهل بعلبك وشميمس وعجلون. فنشأ بسبب ذلك خصام بين مماليك سوريا ومماليك مصر آل إلى وقائع حربية. فتمكن عز الدين أيبك في هذه الانقسامات من الاستقلال عن صديقته، وألجأ الأمراء شجرة الدر على الاستقالة فاستقالت، وهي أول من أرسل المحمل من مصر إلى مكة، ولا يزال ذلك جاريا إلى الآن. (3) سلطنة أيبك الجاشنكير والأشرف بن يوسف (من سنة 648-655ه/1250-1257م)

وفي سنة 648ه بويع عز الدين أيبك على مصر، ولقب بالملك المعز الجاشنكير التركماني الصالحي، وتزوج بشجرة الدر فانضم حزبها إلى حزبه، واحتفلوا بتوليته السلطنة على جاري عادتهم في الاحتفالات الكبرى فركب هو بشعار، وحملت على رأسه القبة والطير، ولعبوا قدامه بالغواشي الذهب، وجلس على سرير الملك، وجميع الأمراء قبلوا الأرض بين يديه.

وبعد قليل انقسم المماليك إلى قسمين عظيمين عرفا بالمعزيين نسبة إلى الملك المعز أيبك، والصالحيين نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين، وتنازعا النفوذ. ففاز الصالحيون، وطلبوا أن يكون السلطان عليهم من سلالة الأيوبيين، وقالوا: «لا بد لنا من واحد من ذرية بني أيوب نسلطنه علينا» وكان المتكلم يومئذ من الأمراء الأمير بلباي الرشيدي، والأمير فارس الدين أقطاي، والأمير بيبرس ركن الدين البندقداري، والأمير سنقر الرومي وغيرهم جماعة من المماليك البحرية، فوقع الاتفاق بينهم وبين المعز أيبك بأن يحضروا بشخص من بني أيوب يقال له: مظفر الدين يوسف، من أولاد الملك مسعود صاحب بلاد الشرق.

ناپیژندل شوی مخ