تاریخ مصر جدید: له اسلامي فتح څخه تر اوسه پورې سره په زړه پورې معلومات په قدیم مصر باندې
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
ژانرونه
وكان من جملة جواري الملك الصالح جارية تدعى شجرة الدر مربية غياث الدين، فتواطأت مع الأمير فخر الدين، ورئيس الخصيان جمال الدين محسن على مبايعة ابنها، وكانت عارفة بأمور الحكم وسياستها، ويقال: إن الملك الصالح كثيرا ما عهد إليها إدارة الأحكام في أثناء غيابه عنها في حملاته الحربية. فلما توفي الملك الصالح كتمت أمر موته، ووقفت في جمهور الأمراء والأعيان قائلة: «إن السلطان يأمركم أن تبايعوا بعده ابنه الملك المعظم غياث الدين طوران شاه، وقد عين الأمير فخر الدين أتابكا لإدارة الأحكام.» فبايع جميع الأمراء. ثم أرسلت هذه الأوامر إلى القاهرة فبايع جميع من فيها من القواد وأعيان السلطنة، وبعثت بالرسائل في ذلك مختومة بختم السلطان الملك الصالح إلى جميع أنحاء المملكة، وكان الجميع يظنون أن الملك الصالح لا يزال حيا، لكنهم عندما علموا باستقدام الملك المعظم بسرعة إلى القاهرة داخلهم الريب.
أما الصليبيون فكانوا في خلال ذلك قد تقدموا قاصدين المنصورة، وحاربوا في أثناء الطريق محاربات طفيفة، ولما بلغوا المنصورة حاربوها محاربة قوية، وكان الجيش الإسلامي تحت قيادة الأمير فخر الدين فحارب ببسالة كلية. كل ذلك وبين الجيشين بحر أشمون، ولم يستطع الصليبيون العبور إلى المنصورة، ولم يكونوا يعلمون طريقا إليها غير النيل. فأتى إليهم بعض من غدروا من المسلمين وأخبروهم عن طريق يمكنهم سلكها بسهولة؛ فسارت سرية من فرسانهم، وهاجمت المنصورة بغتة، وكان الأمير فخر الدين في الحمام فأتته الأخبار بهجوم الصليبيين على المحلة فبغت، ونادى في رجاله، وخرج للدفاع فأدركه بعضهم فقتله، وكادت الدوائر تدور على المسلمين لولا مماليك الملك الصالح، فإنهم دافعوا دفاعا شديدا، وانتهت الواقعة، وقد أعيا الفريقين التعب، ولم يكن أحدهما يجسر على تجديد القتال لعظم ما قاسيا من الخسائر.
وفي أثناء ذلك وصل الملك المعظم إلى المنصورة قادما من سوريا فاشتد عزم المسلمين به، وهاجموا النصارى في البر والبحر، فأسروا منهم 32 مركبا. فلما رأى الصليبيون ما كان من ضعفهم طلبوا المصالحة على أن يأخذوا بيت المقدس وضواحيه، وينسحبوا من مصر بعد إخلاء دمياط. فلم يقبل المصريون، فأقاموا في المنصورة حتى نفد زادهم، وقد انقطعت السابلة بينهم وبين دمياط، وفي 2 محرم سنة 648ه عزموا على التقهقهر، فتعقبهم المصريون حتى أدركوهم غربي فرسكور فاستلحموهم، وأثخنوا في قتلهم، ويقال: إنهم قتلوا منهم 30 ألفا، وأسروا الملك لويس التاسع وكثيرا من ضباطه وكبار جيشه، وكانوا قبل أن قبض عليهم قد فروا إلى منية أبي عبد الله فأسروهم هناك. (8) سلطنة الملك المعظم بن الصالح (من سنة 647-648ه/1249-1250م)
فلما تأكد الفوز للمصريين شهروا وفاة الملك الصالح، ومبايعة الملك المعظم طوران شاه؛ فأقام الملك المذكور في فرسكور احتفالا لمبايعته وانتصاره معا. ثم عزل كل من كان في يده أزمة الحكومة من المصريين، وولى مكانهم رجالا ممن جاءوا معه من بين النهرين؛ لأنه كان أشد ثقة فيهم فشغب الناس، وتحدثوا في ذلك كثيرا، وفي غاية محرم ثار عليه المماليك وهموا بقتله، وفي جملتهم مملوك يدعى بيبرس. ففر الملك المعظم، والتجأ إلى برج من الخشب كان قد أقامه للحصار في فرسكور. فأحرقوا البرج فألقى بنفسه إلى النيل لعله يجد قاربا يركبه فينجو بحياته. فأدركه المماليك وقطعوه إربا إربا.
وهكذا كانت نهاية الحملة الصليبية السابعة، وموت السلطان الملك المعظم غياث الدين طوران شاه، وهو آخر من ملك من الأسرة الأيوبية، وبموته انقضت دولتهم، وقامت دولة المماليك الأولى.
الفصل الحادي عشر
دولة المماليك الأولى
من سنة 648-784ه/1250-1382م (1) منشأ المماليك ومبدأ أمرهم في السلطنة
قد تقدم الكلام عن أصل استخدام المماليك الأتراك في الدولة في أيام المعتصم عند كلامنا عن مبدأ الدولة الطولونية. أما السلاطين المماليك فلهم تاريخ آخر في منشئهم، وذلك أنهم من قفجاق من شمالي آسيا، وكانت من المستعمرات الإسلامية، فكانوا يجعلون عليها ولاة من أمراء السلاف الذين كانوا من حكام روسيا. فلما غزا المغوليون تلك الأصقاع تحت قيادة باتوخان حفيد جنكيز خان أخرجوا منها سكان الولايات القزوينية والقوقاسية؛ فتشتت قبائلهم، وتفرقوا في القارة. فالخوارزميون نزلوا أعالي سوريا وما بين النهرين، وحطوا رحالهم هناك. أما ما بقي من تلك القبائل التائهة فلم يجدوا لها مقرا يقيمون فيه. فجعلوا يطوفون البلاد بأولادهم ونسائهم لا يستقرون على حال، وكانت تجارة الرقيق في إبانها فاغتنم تجارها فرصة ثمينة، وجعلوا ينتقون من أبناء أولئك المساكين أجملهم صورة، وأقواهم بنية، وأنورهم عقلا، ويبيعونهم بيع السلع. أما الضعفاء وقبيحو الصورة فكانوا يذبحونهم. فأكثر أمراء سوريا وملوكها من اقتناء أولئك الأرقاء البيض، ودعوهم بالمماليك.
فالملك الصالح من سلاطين الدولة الأيوبية كان قد ابتاع منهم نحو الألف حتى جعل منهم أمراء دولته، وخاصة بطانته، والمحيطين بدهليزه، ودعاهم بالحلقة إشارة إلى أنه لا يبرح محاطا بهم كيفما توجه، كما فعل الخليفة المعتصم العباسي بالاستكثار من المماليك الأتراك.
ناپیژندل شوی مخ