تقلبت الحياة على الأرض في مراحل كثيرة. على أن العنصر الأول الباعث على الحياة إنشاء وبقاء، هو الحرارة التي تستمدها من الشمس. أما حرارة جوف الأرض فقليلة وتافهة الأثر في الحياة وعند الأرضيين «الچيولوچيين - علماء طبقات الأرض»، أن عمر الأرض بين 1500 مليون سنة إلى ألفي مليون، وأنها ستعيش مثل هذا العمر أو أطول منه.
ويقال إن العصر الحاضر - ويقدر بالألوف من السنين - هو فترة تقع بين عصرين جليديين؛ أي إنه يحتمل أن تتجه الأرض نحو البرودة طويلا اتجاها، من شأنه أن يغطي الجزء الكبير من كندا والولايات المتحدة الأمريكية وإسكنديناوة بطبقة من الجمد المشتق من ماء المحيطات، مما يفضي إلى قلته فإلى انحسار الماء عن الأجزاء البحرية غير العميقة. غير أنه قد يحدث أن تزداد الحرارة ازديادا من شأنه أن يذيب الجليد، ومن ثم يزداد ماء المحيطات مغطيا الأراضي القليلة الارتفاع.
أما الجنس البشري فإن عمر حياته على الأرض بين 300 ألف سنة و400 ألف. وأما النوع الإنساني فإن عمره 50 ألف سنة. وقد وسع الإنسان أن يتحكم في الأوساط المتباينة والطقوس المتغايرة تحكما لم يسهم مثله للحيوان؛ ذلك لأن الإنسان استطاع استخدام القطن والكتان والصوف والفحم والحديد والبترول والنحاس والقصدير والرصاص والمعادن.
وعند الأرضيين أنه بعد أن عاشت ال «بلاسينتاليا» - وهي نوع من الحيوان المشيمي الثديي - بين أكثر من مليوني سنة وثلاثة ملايين؛ انقرضت، وكذلك انقرضت الجياد ذوات الأصابع الثلاث والجمال ذوات الأربع. (1) العصر الآزويكي
هذا ولا نزال نستند في وقوفنا على مظاهر الحياة الأولى وأسبابها. إلى ما تخلف على الأرض من العلامات والأحافير وبقايا الأشياء الحية في صخور منسقة طبقة فوق أخرى، ففي الأحجار الكلسية والرملية والأردوازية كشفت عظام وقشر وألياف ونسيج وفاكهة وجذوع أشجار وآثار أقدام وخدوش محفورة إلى جانب العلامات المتموجة، الناشئة عن المد والجزر وعن سقوط الأمطار في العصور القديمة جدا.
ومن فحص هذه الأشياء كلها في جلد ودقة وقف العلماء على جانب من تاريخ الحياة على الأرض، ذلك أن رواسب الصخور قد لا تكون منسقة طبقة فوق طبقة، بل قد تتخذ مكانا منحرفا وطريقا معوجا بعضها مختلط بالبعض الآخر، مما يجعل الفحص شاقا مرهقا.
ويقدر عمر هذه الصخور والبقايا ببليون و600 مليون سنة. ويطلق على العصر الأول لها اسم العصر «الآزويكي» أو عدم الحياة. وفي شمال أمريكا صخور آزوكية يقدر الأرضيون (علماء طبقات الأرض) أنها ترجع إلى 800 مليون سنة، أما قبل هذا التاريخ فإنه ليس ثمة ما يبين كيف استقل الماء عن اليابسة؛ إذ ليس هناك علامات حياة لأي نوع من الكائنات. (2) عصر البليزويك الأدنى
كلما اقتربنا من عصر التاريخ، زاد وقوفنا على الحياة الماضية، فيبدأ عصر البليزويك الأدنى؛ أي العصر الذي وضحت فيه أمارات الحياة، كبقايا أنواع الحيوان البسيطة والدنيئة، وقشر المحار والقواقع وجذوع الحيوانات المائية ورءوسها والأعشاب البحرية وبقايا الديدان البحرية والقشريات.
ثم ظهرت مخلوقات دنيئة كقمل النبات وكالزواحف التي تطوي أنفسها فيما يشبه الكرة وذوات الفصوص الثلاثة. وبعد بضع ملايين من السنين ظهرت العقارب البحرية، التي كان طول بعضها تسعة أقدام. وليس هناك علامات عن أي نوع من الحياة على الأرض، نباتا كان أم حيوانا كالسمك والفقريات. فإن كل ما خلفه لنا ذلك العصر من النبات والكائنات الحية هو الدنيئيات الجزرية المطمورة. ولتقريب فهم حالة هذه البقايا، علينا أن نضع، تحت المجهر، نقطة من الماء المأخوذ من بركة صخرية أو حفرة مرغوة.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أن الألوف والملايين مما كان يعيش قبل عصر التاريخ لم تتخلف منه آثار تدل عليه؛ لأن ما احتفظت به الطبيعة للتاريخ هو ما تصلب وتجمد وما في وسعه أن يكسو نفسه بغطاء ما أو قشرة. على أن الأرضيين - علماء طبقات الأرض - قد يعنيهم أن يقعوا على شيء من شتيت الفحم أو رشاشه لدراسته والأنباء عنه. (3) هل ظهرت الحياة فجأة أو تطورا
ناپیژندل شوی مخ