الخالق فيمن خلق، ومدة انقضت، ومشيئة نقضت عرى تلك المدينة الحصينة فانتقضت.
فجاؤوه بالقصة مخاطبين، ولهدي الهدون خاطبين، وقالوا غزوك ميورقة طمع في غير مطمع، وهذه بلاد الإسلام (1) منك بمرأى ومسمع، وأيها غزوت أمكنك فيه عمل، وتم لك منه أمل، فراجع نظرك، واقبل ممن حضرك، وإن أنت على رأينا عزمت، وطلبت/ 12/ عوضا من المال في الوجوه التي التزمت، اجتمع من ذلك لك المال الجم، وانصرفت به إلى غزو (2) ما هو أقرب وأهم. فزجرهم عن هذا الرأي، ونهاهم أن يتكلموا به أشد النهي، ومضى على عزمه في الاستعداد الذي لم يفتر عنه ساعة، ولا أخرج عن فرضيه العيني والجملي واحدا لا جماعة، حتى استوفى النخبة من الرجال والأجناد والزعماء، وتم له ما أراد من جيش البر وعسكر الماء (3).
مخ ۸۰