ترمحه من تلك القطع دابة (1)، فحين دنا منه يئس من الخلاص، وأيقن أنه في يد الاقتناص. فطلعه المسلمون من كل جانب، واقتسموه بين قاتل وناهب، ثم رفعوا القتال، وجمعوا بين يدي الوالي المتمول والمال، وكان فيهم أربعة من جنوة، هم أشهر أهلها يسارا وثروة، فقتل من ساعته من ذكر من أهل السعة، وكان مرباعه (2) مال هؤلاء الأربعة، فأودعه عند بطانته، وجعل أمناء على ما لم يدخل تحت خيانته. وعاد إلى ميورقة وهو يرى أنه غالب لملوك الزمن، بالغ بسيفه ويزنيه (3) مالم يبلغه سيف ابن ذي يزن (4)، وغاب عنه أنه أشأم من عاقر الناقة (5)، وأن طليعة عمله ستلحقها من الساقة ما ليس في الطاقة (6).
فإن الروم حين بلغهم الخبر قالوا خطب كبار، وأمر ليس عليه قرار، وكيف نقابل رفع هذه الفتوق بالفتور (7)، أو ننام وليس بنائم ليل الموتور، وقد
مخ ۷۲