«إن رسول الله وعلى آله كان لا يتقدم ولا يتأخر إلا بأمر الله جل وعلا ووحيه ، أنزل عليه كتابه وبين له فيه ما يأتى وما يبقى، فلم يكن فى أمر دينه شبهة حتى قبض ل، وقد علم الناس معالم دينهم، ثم ولى أبو بكر صلاتهم فولوه أمر دنياهم حيث ولاه رسول الله أمر دينهم، فقاتل أهل الردة، وعمل بالكتاب والسنة حتى قبضه الله، واستخلف عمر فسار بسيرة صاحبه، وجبى المال وأعطى العطية، وجمع الناس (وقام) فى شهر رمضان وجلد فى الخمر ثمانين، وغزا العدو فى بلادهم، ثم مضى لسبيله وجعلها شورى، فاختاروا عثمان فسار دون سيرة من كان قبله، وعمل بما أحبط أجره، ثم مضى، ثم ولى على - عليه السلام(2) - فلم يبلغ من الحق قصدا ولم يرفع له منارا، ثم ولى معاوية فاتخذ عباد الله خرلا(2) ودينه دغلا(3) وماله دولا، ثم ولى اينه . لعنه الله.
~~ففتك، ولعنه رسول الله ، فاسق فى بطنه وفرجه فالعنوه، ثم ولى مروان وآل مروان، فسفكوا الدماء الحرام واكلوا المال الحرام، فالعنوهم، على أن كان منهم عمر بن عبد العزيز، هم ولم يفعل وقصر عما هم به ، ثم ولى يزيد بن عبد الملك ، فاسق لم يأنس الله منه رشدا، وقد قال الله عز من قائل فى أموال اليتامى : {فإن انستم منهم رشدا) النساء : 6] فأمر أمة محمد أعظم من مال اليتيم، مأبون فى بطنه وفرجه ، حيك له بردان فارتدى بأحدهما واتزر بالآخر، ثم أقعد حبابة عن يمينه وسلامة عن شماله وقال : ليا حبابة غنينى ويا سلامة اسقينى» حتى إذا امتلا سكرا، وأخذت الخمرة مأخذها شق توبيه . قد أخذا بألف دينار، قد ضربت فيهما الأبشار1 رحلقت اللحى وتلفت فيهما الامرال، وأخذت من غير حلها، روضعت في غير أهلها، ثم التفت إلى إحداهما فقال : لا أطير؟ فهكذا صفة خلفاء الله، وقد حضرتكم فى حطة كانت أيام هشام : كتب إليكم ----
مخ ۲۸۹