216

تاریخ موصل

ژانرونه

وعاود أبو حمزة البراز وهو يقول:

يا نفس قد آليت ألا تبرحى

حتى توارى في الصعيد الأبطح

اما تخافى الله أن تزحزحى

لقد خشيت اليوم ألا تفلحى

وحمل رجل من ولد المحاسن وهو يقول:

يا نفس هل من رجل جليل

مبارزي بصارم صقيل

ليس إلى الأوبة من سبيل ولم يزل يقاتل حتى قتل. وأخبرنى محمد بن جميل عمن أخبره قال: بلغنى ان أبا حمزة بعث إلى السعدى ، وخرج أبو حمزة وهو يقول :

أحمل رأسى قد مللت حمله

وقد آدمت دهنه وغله

ألا فتى يحمل عنى ثقله فالتقيا بسيفيهما، وكان على السعدى سنور 2’1 حديد، قلم يعمل فيه سلاح أبى حمزة وعمل سلاح السعدى فقتله 220). قالوا: وكان جابر بن جبلة يومثذ أبلى بلاء حسنا، فقال ليه رجل من الإباضية يذكر ذلك من أمره :

فلم تر عيني فارسا مثل جابر

اغداة التقى الجمعان يقتتلان

اكر واحمى يوم روع برمحه

وأسرع منه إن دعى لطعان

وأضرب منه بالحسام مدججا

شجاع لدى الهيجاء غير جبان

وأقول مته للفوارس أقدموا

أقيكم بنفى غائل الحدثان

سليمة تنميه وفهم ومالك

ومالك شيخ ساد كل يمان

وانصرف جابر من الوقعة إلى البصرة فاستتر بها خوفا من بنى مروان فكتب إليه أبو الاشهل الحكم بن عطاء السليمى من الموصل يخبره بصلاح حال أمله، واستقامة امورهم، فخرج من البصرة فى ثلاثة عشر (من أصحابه فلقيهم جماعة) من أصحاب بهلول وممن كان يرى رأيه فقاتلوهم قتالا شديدا، فهزمهم جابر وأصحابه، وصاروا إلى الموصل. وبالموصل من ولد جابر بن جبلة ثلاثة نفر : نفيل وسليمان ووهب بنو جابر بن حيلة. فأما نفيل فمنزله بالموصل فى السكة الكبيرة التى بين المربعة المعروفة بابن عطاء ----

مخ ۲۶۶