وفيها كان عامل عمر على مكة نافع بن عبد الله الخزاعى - وقيل : ابن عبد الحارث، وهو الاصح - وعلى الطائف سفيان بن عبد الله الثقفى، وعلى صنعاء يعلى بن أمية ، وعلى حمص عمير بن سعد، وعلى الكوفة المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة أبو موسى، وعلى مصر عمرو بن العاص، وعلى دمشق معاوية بن أبى سفيان، وعلى البحرين وما حولها عثمان (1) وفيها قتل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه!.
~~قال المسور بن مخرمة: خرج عمر بن الخطاب يطوف يوما فى السوق، فلقيه أبو لؤلؤة تغلام المغيرة بن شعبة - وكان نصرانيا - فقال : يا أمير المؤمنين ، أعدنى على المغيرة بن شعبة؛ فإن علي خراجا كثيرا! قال : وكم خراجك؟ قال : درهمان كل يوم، قال : وأيش صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حدادا قال: فما أرى خراجك كثيرا على ما تصنع من الأعمال؛ قد بلغنى أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت؟ قال : نعم، قال : فاعمل لى رحى، قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب! ثم انصرف عنه فقال عمر : لقد أوعدنى العبد الآن! ثم انصرف العبد إلى منزله ، فلما كان الغد جاهه كعب الاحبار، فقال له : يا أمير المومنين، اعهد؛ فإنك ميت لى ثلاث ليال! قال : وما يدريك؟! قال : أجده فى كتاب التوراة، قال عمر : آلله؛ إنك لتجد عمر بن الخطاب فى التوراة؟! قال : اللهم لا، ولكنى أجد حليتك وصفتك، وأتك قد فنى أجلك، قال : وعمر لا يحس وجعا، فلما كان الغد جاءه كعب فقال : بقى يومان، قلما كان الغد جاءه كعب فقال : مضى يومان وبقى يوم، فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة - وكان يوكل بالصفوف رجالا، فإذا استوت كبر - ودخل أبو لؤلؤة في الناس وبيده خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فضرب عمز ست ضربات إحداهن تحت سرته، وهي التي قتلته، وقتل معه كليب بن أبى البكير الليثى وكان خلفه، وقتل جماعة غيره ، فلما وجد عمر حر السلاح سقط، وأمر عبد الرحمن بن عوف فصلى بالناس وعمر طريح، فاحتمل، فأدخل بيته، ودعا عبد الرحمن فقال له : إنى اريد أن اعهد اليك، قال : أتشير على بذلك؟
~~قال : اللهم لا، قال : والله، لا أدخل فيه أبدا: قال : فهبنى صمتا؛ حتى أعهد إلى النفر الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض ، ثم دعا عليا وعثمان والزبير وسعدا، فقال : انتظروا أخاكم طلحة ثلاثا، فإن جاء وإلا فاقضوا أمركم، أنشدك الله يا على ، إن وليت من أمور الناس شينا ألا تحمل بنى هاشم على رقاب الناس، أنشدك الله يا عثمان إن وليت ----
مخ ۵۴