تاريخ المسرح
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
ژانرونه
وفي عام 1912 كتب سليمان حسن القباني كتابا بعنوان «بغية الممثلين»، أرخ فيه للحركة المسرحية في مصر فتحدث عن نابليون ومسرحه بالأزبكية «مسرح الجمهورية والفنون»، وعن إنشاء الخديو إسماعيل لدار الأوبرا، حتى وصل في تأريخه إلى سليم النقاش، ومن ثم إلى الأجواق الحالية - في هذا الوقت - مثل: جوق سلامة حجازي، وجوق جورج أبيض، وجوق سليم عطا الله، وجوق أحمد الشامي، وجوق محمود وهبي، وجوق إبراهيم حجازي، وجوق محمد الكسار، وأخيرا جوق عبد العزيز الجاهلي.
43
وطوال هذا التاريخ لم نجد أية إشارة عن وجود صنوع كمسرحي.
وفي يناير 1912 كتبت جريدة «الأخبار» مقالة تحت عنوان «حول التمثيل»، قالت فيها: «... نحن الآن على أبواب نهضة تمثيلية راقية نرجو أن تثمر غرسا صالحا وثمرا حلوا، وإنني لا أرى بدا والحق أولى بالإثبات من إسداء الشكر للسوريين الذين خدموا فن التمثيل وكانوا السبب في وصوله إلى ما وصل إليه بالاشتراك مع إخوانهم الوطنيين والعمل معهم. وهيهات أن ننسى الأديبين الكبيرين المرحومين سليم النقاش وأديب إسحاق اللذين أخرجا فن التمثيل إلى عالم الوجود في مصر، وهما اللذان لا تزال الروايات التي عرباها ومثلاها تمثل إلى الآن، مثل: «عائدة» و«أندروماك» و«شارلمان» ...»
44
وهكذا نجد أن جميع الأقوال السابقة، التي أرخت لبدايات الحركة المسرحية في مصر، منذ عام 1893 حتى عام 1912 - عام وفاة صنوع - تلك الفترة التي تمتع فيها صنوع باحترام الخديو عباس، لم تذكر أية إشارة - ولو ضئيلة - تؤكد أن لصنوع تاريخا مسرحيا في مصر في يوم من الأيام. بل إننا لم نجد أية إشارة عنه كمسرحي منذ بدايته المسرحية - تبعا لأقواله في عام 1870 - وحتى وفاته في عام 1912. والسؤال الآن: كيف دخل اسم صنوع في تاريخ المسرح المصري، رغم كل ما أوردناه من أدلة وبراهين تشكك في عدم وجوده كمسرحي؟!
الحقيقة أن أول من ذكر اسم صنوع في تاريخ المسرح المصري، ونصبه رائدا فيه هو المؤرخ الصحفي الفيكونت فليب دي طرازي، في كتابه «تاريخ الصحافة العربية» عام 1913. وذلك عندما كتب جزءا كبيرا عن حياة وأعمال صنوع، قائلا عن دوره كمسرحي: وفي «سنة 1870 أنشأ أول مرسح عربي في القاهرة بمساعدة الخديوي إسماعيل الذي منحه لقب «موليير مصر» ونشطه على عمله وشهد مرارا تمثيل رواياته. فألف صاحب الترجمة حينئذ اثنتين وثلاثين رواية هزلية وغرامية منها بفصل واحد، ومنها بخمسة فصول لم يزل صداها يرن في آذان الشيوخ على ضفاف النيل.»
45
وهذه العبارة كانت الباب الذي فتح على مصراعيه أمام جميع من كتب من النقاد العرب عن صنوع كمسرحي بعد ذلك، فانهالت المقالات والكتب الضخمة بناء على هذه العبارة فقط. علما بأن فليب طرازي لم يكتب تاريخ صنوع من خلال مراجع أو مصادر مختلفة، بل كتبه من خلال صحف صنوع نفسه، التي أهداها له صنوع قبل وفاته، واعترف المؤرخ بذلك في نهاية حديثه، قائلا عن هذه الصحف: «وقد أتحف بها قبل وفاته مؤلف هذا التاريخ على سبيل الهدية والتذكار. وهي مجموعة أدبية ثمينة يندر وجود نظيرها عند أحد الشرقيين الذين لا يكترثون عادة لصيانة الآثار القديمة أو النفيسة.»
46
ناپیژندل شوی مخ