تاريخ المسرح
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
ژانرونه
وبعد، فهذه إطلالة سريعة على نشاط الأوبرا الفني منذ افتتاحها حتى نهاية القرن التاسع عشر، من خلال بعض الحفلات التمثيلية والليالى الخيرية قمنا بانتقائها من أخبار وإعلانات الدوريات الكثيرة التي صدرت في هذا القرن. وكما قلنا إن هذا النشاط يعتبر نموذجا بسيطا؛ لأن نشاط الأوبرا الحقيقي سيتضح لنا فيما بعد عندما نتحدث عن الفرق الكبرى والفرق المغمورة والجمعيات الفنية.
وقبل أن ننهي حديثنا عن الأوبرا، يجب علينا أن نختتم هذا الجزء بالحديث عن شخصية مهمة، ظهرت واختفت دون سابق إنذار، وهي شخصية مدير الأوبرا والتياترات المصرية «باولينو درانيت باشا»، لما لهذه الشخصية من أهمية في تاريخ المسرح بصفة عامة، وتاريخ الأوبرا الخديوية بصفة خاصة. (3-1) باولينو درانيت باشا
اسم تردد عدة مرات في الصحف المصرية والعربية لما لصاحبه من منصب كبير كمنصب مدير الأوبرا والتياترات في مصر. ومن الغريب أن هذه الصحف وغيرها صمتت عن ذكر هذا المدير منذ منتصف عام 1879. ولم يعلم أي باحث أو دارس للمسرح العربي أي شيء عن نهاية هذا الرجل حتى صدور هذا الكتاب! أو لماذا توقفت الصحف عن ذكره، وهو أول مدير للمسارح المصرية، وبخاصة الأوبرا؟!
والحقيقة التي يجهلها كل إنسان عن نهاية باولينو درانيت، موجودة بوثائق حصلت عليها من ملف خدمته الوظيفية.
121
تلك الوثائق التي أوضحت السبب في الصمت المطبق الذي خيم على نهاية هذا الرجل، وأظهرت لنا ما أغفله التاريخ عن نهاية أول مدير للتياترات المصرية، وأول مدير للأوبرا الخديوية.
باولينو درانيت باشا.
تقول الوثائق إنه بدأ عمله في مصر - في عهد محمد علي باشا - بوظيفة ضمن أشغال الأجزخانة بمستشفى الجهادية بأبي زعبل، وبمدرسة الطب تحت رئاسة المسيو فيجاوي في 1 / 12 / 1831. ثم رقي إلى مساعد بمدرسة الطب في 27 / 4 / 1833. والتحق بخدمة معية سعيد باشا برتبة ميرلاي في عام 1853 حتى 29 / 12 / 1859. وفي سبتمبر 1867 أنعم عليه الخديو بنيشان عال عثماني من الرتبة الثالثة. وعندما اهتم الخديو إسماعيل ببناء المسارح، عين درانيت مديرا للمسارح في مصر. هذا مجمل بعض الوثائق عن بداية العهد الوظيفي لدرانيت. أما نهاية هذا العهد، تلك النهاية المجهولة فسأورد وثائقها بصورة كاملة لأهميتها:
الوثيقة الأولى في 9 / 8 / 1879:
من جناب درانيت باشا بمدينة نابولي إلى سعادة إسماعيل باشا أيوب ناظر الداخلية: قبل قيام ركاب سعادة إسماعيل باشا من المحروسة في 30 / 6 / 1879، شرفني بأن حرر لي تلغرافا للحضور لديه في مدينة نابولي. وعندما شرف ركاب المشار إليه بها حجزني لخدمته. وفي حال امتثالي لذات هذا البرنس، وردت لي إفادة سعادتكم في 16 / 7 / 1879 الماضي، التي بها تشعروني بالرفت. مع أني أتجاسر بأن أعرض على سعادتكم أنه عندما تشرفت بالدخول في خدامة الحكومة المصرية في سنة 1246 مضت مدة خمسين سنة تقريبا لحد الآن وأنا في خدامات نافعة للحكومة المصرية ومستقيمة. ولم يحصل لي أدنى انقطاع في المدة المذكورة على طولها. وفي أثناء هذه المدة صادفني السعد بكوني خدمت مدة خمسة عشر سنة ذات الأمير الكبير جنتمكان المرحوم محمد علي باشا الشهير. الذي ينبغي أن يتأسف على فقده دوما لكونه مؤسس الديار المصرية التي هي بالنسبة إلينا الوطن الثاني. وإن هذه الخدامات الأخيرة صارت في معلومية جنتمكان المرحوم عباس باشا الذي استنسب لديه مكافأتي عنها وقت أن كنت أديت خدامات في سنين قليلة. فسمح لي من تلقاء نفسه بإعطائي معاش كامل في الماهية وفي التعيين. وبناء على ما تشرفت بعرضه على فطنة سعادتكم ألتمس في علو عنايتكم معاملتي في ترتيب معاش لي بموجب لائحة المعاشات كأسوة باقي مستخدمي الحكومة. وصدور أمركم إن استحسنتم بترتيب معاش لي من ابتداء أول أغسطس الجاري. بما أن انفصالي من الخدامة كان من تاريخ 30 يوليو الأخير. ولو لوقي بعدالة سعادتكم أرجوكم أن تقبلوا تشكراتي في المبدأ والنهاية.
ناپیژندل شوی مخ