تاريخ المسرح
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
ژانرونه
وكون لنفسه فرقة مستقلة. وبانسحاب سلامة انسحب النجاح من إسكندر فرح وبدأ يكتب نهاية فرقته.
هذه النهاية بدأت في فبراير 1905 عندما قالت جريدة المؤيد في 12 / 2 / 1905 تحت عنوان «الجوق الجديد للشيخ سلامة حجازي»: «شكل حضرة الممثل الماهر الشيخ سلامة حجازي جوقة تمثيل تحت رئاسته وإدارته بعدما انفصل من حضرة إسكندر فرح. واستأجر لذلك تياترو حديقة الأزبكية، واستعد له من الملابس الجديدة البديعة وكل الأدوات التي كانت تنقص الجوق الآخر. وسيبدأ هذا الجوق بتمثيل رواية «صلاح الدين الأيوبي» مساء الخميس المقبل الموافق 16 الجاري. ونحن نتمنى لهذا الجوق النجاح والفلاح.»
سلامة حجازي وسط أعضاء فرقته أثناء تمثيل مسرحية «شهداء الغرام».
وبعد شهور قليلة لم يستطع إسكندر فرح الصمود فيها أمام نجاح فرقة سلامة حجازي، فحاول أن يجد بديل هذا الشيخ في فرقته، فتوصل أخيرا لهذا البديل، وكان الشيخ أحمد الشامي. وفي أول عروض الشامي مع الفرقة قالت عنه جريدة مصر في 18 / 8 / 1905: «إذا مات عبده [أي عبده الحامولي] ومات عثمان [أي محمد عثمان] وذهب عصر الغناء بذهابهما فقد سمع أهالي العاصمة بالأمس في التياترو المصري مغنيا جديدا ومطربا متفننا أعاد دولة الطرب الذاهبة كما أعاد إلى الأسماع صوت عبده وصوت عثمان؛ هو حضرة المطرب المبدع والموسيقي المتفنن الشيخ أحمد الشامي، الذي مثل دور العاشق في رواية «تنازع الغرام» فأجاد وأحسن، وأنشد الأبيات والأدوار فأطرب وأبدع حتى قال الناس ليس بعد هذا المغني من مثيل في هذه الديار! هذا هو المطرب الجديد الذي ظهر في العاصمة أمس فكان بلبلا مطربا وسوف يكون له من الأهمية بين الناس ما كان لعبده في سابق زمانه.»
الشيخ أحمد الشامي.
ولكن هذا المطرب الجديد، والبديل عن الشيخ سلامة في فرقة إسكندر فرح، لم يستطع أن يرتقي بالفرقة كما ارتقى بها سلامة؛ مما جعل إسكندر فرح يزيد من جرعة الطرب في العروض، لعلها تساعد أحمد الشامي في الوصول إلى جذب الجمهور كما كان في عهد سلامة حجازي. ومن ذلك الإعلان الذي نشر - واستمر في النشر - من قبل جريدة المقطم في 26 / 3 / 1907، قائلة فيه: «يمثل هذا المساء جوق مصر العربي بإدارة حضرة إسكندر أفندي فرح في تياترو شارع عبد العزيز رواية «عبرة الأبكار»، ويطرب الشيخ أحمد الشامي الجمهور بصوته الرخيم أثناء التمثيل، بالإضافة إلى جوق الطرب المسمى الأوركسترا الوطني.»
423
وبكل أسف ... فشل أحمد الشامي أن يكون بديلا للشيخ سلامة؛ مما أدى إلى توقف الفرقة فترة طويلة، حتى أعاد إسكندر فرح تكوينها مرة أخرى في عام 1909. وأخبرتنا بذلك جريدة المقطم قائلة في 6 / 2 / 1909: «عاد حضرة الفاضل إسكندر أفندي فرح إلى مزاولة فن التمثيل بعدما انتقى جوقا من خيرة الممثلات والممثلين الذين مارسوا هذا الفن، وقد أخذ على نفسه أن يجعل جوقه يمثل للجمهور الروايات المهذبة للأخلاق، وسيمثل غدا رواية «حارس الصيد» في التياترو المصري بشارع عبد العزيز.»
424
ويلاحظ القارئ أن الإعلان خلا تماما من ذكر أحمد الشامي؛ لأنه في ذلك الوقت كان قد كون فرقة مستقلة وانفصل عن إسكندر، كما فعل من قبله الشيخ سلامة.
ناپیژندل شوی مخ