تاريخ المسرح
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
ژانرونه
ومن الجدير بالذكر أن الفرقة اتبعت أسلوبا جديدا في جذب الجمهور إليها بوضع تقليد اليانصيب على أرقام التذاكر، كما كان يفعل جوق السرور.
419
أما رحلات الفرقة إلى أقاليم مصر، فكانت إلى أسيوط في يونيو 1899، حيث مثلت «البرج الهائل» و«شهداء الغرام» و«غانية الأندلس» و«حمدان» و«صلاح الدين الأيوبي»،
420
ثم إلى المنيا والزقازيق في أغسطس وسبتمبر 1899، ومثلت عدة عروض فيهما، مثل «محاسن الصدف» و«غرام وانتقام» و«غانية الأندلس» و«مطامع النساء».
421
ومن أهم أحداث عام 1899 في حياة الفرقة إعادة بناء مسرح شارع عبد العزيز. ففي 11 / 8 / 1899، قالت جريدة الأخبار: «لا يألو جهدا حضرة الفاضل إسكندر أفندي فرح في إتقان المرسح الذي يمثل فيه جوقه في شارع عبد العزيز، وقد علمنا أنه عزم على هدم المرسح الحالي وتشييده من جديد بالحجر والطوب على هندسة المراسح الأوروبية، فلا يدخل فصل الشتاء إلا ويكون مرسحه قد تم بناؤه وأصبح لائقا بإقبال العائلات والوجهاء. وهي خطوة تذكر لهذا المجتهد الفاضل.»
وقالت نفس الجريدة في 27 / 10 / 1899 تحت عنوان «مرسح جديد»: «ذكرنا في أعداد مضت أن حضرة إسكندر أفندي فرح مدير الجوق العربي المصري قد شرع في إصلاح مرسح عبد العزيز وترميمه وجعله لائقا لاستقبال العائلات وكرام القوم. وقد شاهدنا أمس هذه الإصلاحات، فصح لنا القول بعد الاطلاع عليها أن حضرة المدير الفاضل قد أنشأ مرسحا جديدا لا أنه أصلح ورمم. فإنه قد هدم البناية القديمة بأكملها وأنشأها على أساسات جديدة وهندسة اقتدى بها بهندسة الأوبرا الخديوية. واشترى المخازن الواقعة أمام المرسح على الشارع وسيشرع في هدمها، ويجعل المدخل الأكبر في محلها. وأوصى على فرش جميل من القطيفة في فيينا، وسيصل إلى مصر في أوائل الشهر القادم. وجعل التنوير كله بالكهربائية بفوانيس مختلفة الألوان. أما القاعة العمومية فتسع 360 كرسيا، وقد أكثر من الشبابيك والمنافذ مراعاة للقواعد الصحية، وسيفرغ منه في النصف الأول من الشهر القادم ويبتدئ بالتمثيل فيه.»
انتهى القرن التاسع عشر، بعد أن حفرت فرقة إسكندر فرح بصمة واضحة في تاريخه. ويمكننا القول بأنها الفرقة الوحيدة في هذا القرن التي استطاعت أن تستمر طوال هذه السنوات بنجاح كبير. ومن المؤكد أن هذا النجاح كان بسبب وجود سلامة حجازي في هذه الفرقة، التي لولاه ما صمدت ولا استمرت. والدليل على ذلك أن هذه الفرقة استمرت في نجاحها حتى عام 1905، عندما انفصل عنها سلامة حجازي
422
ناپیژندل شوی مخ