وأن هذا الرجل من السلالة الملوكية، وكان مولده في راغة في ماداي أو في أتروباتان (أذربيجان) وقد ظهر أيام كان الإيرانيون ضاربين خيامهم في إقليم بلخ، وأمضى طفوليته وشبيبته في مقاومة الشياطين والأبالسة حتى إذا بلغ الثلاثين من عمره عرج بروحه إلى الباري تعالى، فأعلمه أن أفضل المخلوقات على الأرض إنما هو الإنسان ذو القلب السليم الطاهر.
وبعد امتحانات كثيرة ابتلاه بها سبحانه وتعالى أعطاه بيده كتابا يحتوي على الشريعة، وهو البستاه، ثم هبط عائدا إلى الأرض ودعا إلى هذا الدين الجديد، فدخلت فيه الأمة الإيرانية بأسرها. (2) هرمز وأهرمان
كان الإله الأكبر عند الإيرانيين في أول الأمر هو (قوس السماء الكامل، وهو أمكن الآلهة وأمتنها؛ لأنه يكتسي بقبة الملك المتينة)، وجسمه نوراني، وعينه هي الشمس، ثم تعرى عن الهيولي، وصار آهورامزد (أو رمزد-هرمز) العالم بكل شيء، المتفرد بالحكمة والكبرياء، والرحمة والبطش، والعقل والجمال (شكل
22-1 ).
شكل 22-1:
هرمز محلقا في السماء فوق رأس الملك كما في نقش بارز بمدينة تخت سليمان.
وبحذائه إله يعاديه، وله من الشر بقدر ما لهرمز من الخير، واسمه أنجرمينيوس (أهرمان)
3
وهو يجتهد في ملاشاة ما في الكون من الخير والجمال.
وكان هرمز قد خلق كل شيء بفعل كلمته واتخذ لنفسه ستة أرواح أو آلهة من طبقات عليا يعينونه على حفظ نظام العالم وتدبير شئونه، وهم المعروفون بأميشاسبنتاس، وهؤلاء الآلهة اتخذوا أيضا آلافا من اليزتاس يحكمون عليهم وهم منتشرون في الكون للمحافظة على بقاء أعضائه ودوران دولابه، فجعل أهرمان آلهة ظلمات وشرور في مقابلة آلهة الخير والنور وعارض الأميشاسبنتاس الستة بستة أرواح شريرة تعادلها في القوة والشوكة، ثم سلط الأبالسة على أليزتاس وسماهم الديوة (الشياطين) وهم لا ينفكون عن محاصرة الكون، ومنع انتظام حركاته، ولا يزال القتال مستمرا بين هذه الأرواح المتكافئة في العزيمة والبطش إلى انقضاء الزمان، ولا ينتهي كفاحها إلا بانقراض العالم إذ يتم النصر لهرمز على أهرمان. (3) العبادة والمجوس
ناپیژندل شوی مخ