وكايستر
6
ومينادر
7
أما القسم المتوسط من هذه الهضبة فليس فيه شيء من موارد الثروة ووجوه الانتفاع؛ تراه قاحلا ماحلا قد كثرت فيه المستنقعات والبطائح وبحيرات تنساب مياهها بغير انتظام فيما حواليها، فتبقى راكدة إلى ما شاء الله، نعم إن في هذه البقعة قليل من الأنهار الزاخرة التي يمكنها أن تصل بقوة تيارها وكثرة مياهها إلى البحر؛ فإن نهري إيريس (يشيل إيرماق) وهاليس (قزل يرمق) يصبان في البحر الأسود، ونهري بيراموس وساروس
8
يصبان في البحر الرومي.
ومن نظر إلى هذه البلاد المضطربة أحوالها الطبيعية رأى فيها جميع أجناس الأمم التي كانت بالعالم المعروف عند الأقدمين، ففي الشمال الغربي كانت أمم الموشكي والتابال، والشاليب، وطالما وقعت المعارك بينهم وبين الآشوريين، وكانوا مشتغلين باستخراج المعادن، وتصدير القصدير والنحاس والحديد، بل والفضة والذهب إلى كافة الأمم الشرقية. وكانت ذرية الخيثي متوطنة في الجنوب في مضايق جبل طوروس، وفي سهول، كيليكيا
9
وقد خالطها بعض العناصر الآرامية، وفي الوسط والمشرق أمم أصلها من أوروبا قد انفصلت مثل الماديين، والفرس من الأصل الآري العام، وهم: الدردانيون، والترواديون، والميسيون، والثينيون، والبيثينيون، وأشهر هذه الأمم هي أمة فروجيا، فإن مجيئها إلى آسيا قد أوجب مهاجرة أولئك المعروفين عند الفراعنة بأمم البحر الذين تهددوا مصر في أواخر العائلة التاسعة عشرة.
ناپیژندل شوی مخ