- الباب الحادي عشر- في ذكر ما فتحه من البلاد والحصون
لا علم - تغمده الله برحمته - أن عز الملوك بصياصيها ، وان نصاب فخرهم لا كمل إلا بتملك عاصيها ، وأنها المنجى لمن أسلمته قبايله ، والملجأ لمن قصرت عن نصرته قبايله ، وأن استنقاذ الحصون من الكفار مما يزين الدفاتر ، ويكون عند الله من أعظم الذخاير ، وأن الإسلام يغار على المعاقل ، غيرة الغيور على العقايل ، ويبذل في صيانتها شفار اللهاذم وأطراف المناصل ، إذ هي حرز لما يبذل في الجهاد من النفوس والأموال ، وما يستعان به عند اقتحام الأهوال واصطدام الأبطال ؛ من البيض القواضبوالسمر العوال ، والذخاير الي يطمئن بحصولها قلب المحصر ، ويستكين إليها من ظن انه بوجودها ينصر.
إذا أشب الأعداء حصنا فسيفه
يغاديه مفتاحا ويمسي له قفلا
فكم سهل أرض عاد حزنا بحزمه
وكم سهل ارض عاد من عزمه سهلا
فالذي فتحه منها عنوة من أيدي الفرنج : قيسارية ، أرسوف ، صفد ، طبرية ، يافا ، الشقيف ، أنطاكية ، بغراس ، القصير ، حصن الأكراد ، حصن عكار القرين ، صافيثا ، مرقية ، حلبا . وناصفهم على المرقب وبليناس ، وبلاد آنطرسوس وعلى ساير ما بقي بأيديهم من البلاد والحصون ، وولى في نصيبه الولاة والعمال ، واستعاد من صاحب سيس درب ساك، ودوكوش ، و تلميس ، وكفردبين ، ورعبان والمرزبان.
مخ ۳۲۱