229

تاریخ الملک الظاهر

تاريخ الملك الظاهر

ژانرونه

- الباب القامن - في ذكر هيبته ومنزلته من القلوب

لم تزل الملوك ترفع بناء الهيبة على قواعد القسوة ، وتدفع في صدر الاستيناس بهم بايدي الوحشة والجفوة ، حتى يرجع الطرف الطامح إليهم وهو كليل ، ويعود القلب الطامح فيهم وهو بالخيبة عليل ، لا جرم أنهم يستخف بهم حيث يعظم من كان لا يو.... إليه ، ولا يعقد عند ذكر الكبراء الخناصر عليه ، إلا من كانت هيبته عن عز سلطان التأفف ، فأتاه الخوف ممن صير إليه التحكم والتصرف ، واستعمل الجدحتى باين من هزل ، وصعد به ملك العز وما نزل ، كمولانا السلطان الملك الظاهر ، ولو لم يكن من أخباره التي أوثرت عن علو همته وجلال هيبته إلا أمن السبل المخوفة ، حتى سلكت منها كل تنوفة ، وكف أيدي المستطيلين بالعدوان حتى لم يحتج الوحيد ي دفعهم إلى أعوان.

ملك القلوب محبة مع هيبة

أضحى لها ليث العرين من النقد

كم باسل عقد اليمين لحربه

لما رآه حل منها ما عقد

ولقد سمعت بأذني مناديا ينادي والسلطان - تغمده الله برحمته - على صفد : من ضاع له ملوطة زوكش فليحضر الدهليز ويذكر علامتها ويأخذها !" .

ومن هيبته التي تنسف لها الربا ، ويحل عند تخيلها الجبا ، أنه كان إذا امتطت سطوته صهوة سريره ، حكى صهيل جواده عند مرحه بصريره ، وصار الماثلون لديه بين ملك نكس الخشوع رأسه ، يستملي من قلبه الرعب الذي خامره ، وبين مملوك قدا عقد الوجل هدبه بالحاجب كمغرم رقب النجم وسامره .

مخ ۳۰۵