226

تاریخ الملک الظاهر

تاريخ الملك الظاهر

ژانرونه

ولقد حضر مرة أخرى في عزاء آق سنقر بن كراي التتري ، ووعظ فيه مجد الدين المذكور ، فأصغى لوعظه ووفر قسطه له من لحظه ، وأظهر سرورا بما سمع ، وتيقن ان الخير له بالحضور جمع .

ومنها أنه لما ملك أبطل ما كان مقررا في أيام الملك المظفر قطز من التصقيع ، وهو أخذ أجرة شهرين من الأملاك في كل سنة ، والتقويم وهو أن تقوم الدار فيؤخذ عن كل دينار درهم درفأ ، والخمس وهو أن يقدر ما مع الإنسان من المال فيؤخذ خمسه ، وكتب بذلك تواقيع ، وخلدها في الدواوين وذلك بسفارة المولى الصاحب الوزير بهاء الدين.

ومنها أن الملك المظفر كان قد أخذ ما كان يصرف إلى الفقراء وأرباب الرواتبمن السهمين ، فلما ملك السلطان الملك الظاهر أقر ذلك مدة ولاية ابن الزبير على وزارته ، فلما صرف وولي المولى الصاحب الوزير بهاء الدين سفر في إطلاق ذلك لأربابه ، فأطلقه لهم وأقره عليهم .

ومنها أن زين الدين يعقوب بن عبد الرفيع بن الزبير ، لما ولي نظر الدواوين ، خرج على الدواوين ما بي في معاملاتهم ، فكان مقداره خمس ماية ألف دينار ، فكتب بها اوراقا وأوقف عليها السلطان الملك الظاهر ، وأشار عليه أن يجعل جامكيات العمال ، منها ، وأن لا يأخذوا من مال ما يأتي شيئا ، فحسن ذلك بخاطره وخرج أمره المطاع بذلك ، فلم يزل المولى الصاحب بهاء الدين يسفر عنده في المسامحة إلى أن أطاع تشدده ، وأجاب توقفه وتردده .

ومنها أنه كان موظفا عليه لأيتام الأجناد ما يقوم بإمدادهم وبأودهم على كثرة عددهم ، وكان له في كل سنة عشرة ألف إردب تفرق في الفقراء والمساكين وأصحاب الزوايا وأرباب البيوت ، وهذه نعمة يمن بها عليه من أعطاه ا سؤله من دنياه ، وأرجو أن ينيله ما رغب فيه من الفوز في أخراه .

مخ ۳۰۱