تاریخ الملک الظاهر

ابن شداد d. 684 AH
190

تاریخ الملک الظاهر

تاريخ الملك الظاهر

ژانرونه

ما خلت قبلك أن بحرأ ضمه

قبر وليثا حل في أكفان

ومن العجايب بعد فقدك آن بدت

زهر النجوم واشرق القمران

فالأرض كادت أن تميد بأهلها

ويخر ما فيها من العمران

قد كان جودك للأنام جميعهم

كالماء يعذبه في فم العطشان

فرداك قد سلب القلوب سرارها

ورمى بنى الآمال بالحرمان

واستوحش الإسلام منك لسيرة

ما سار إلا مثلها العمران

وابتزت الدنيا بفقدك حسنها

وضياءها واستوحش الحرمان

وتقول مكة أين من يدعى لسه

بعد الصلاة وعند كل أذان

اين الذي كانت إلي صلاته

موصولة تثرى مع الركبان

من كان يركب في الصعيد وذكره

قد سار من قوص إلى همذان

ومقرب الأمل البعيد بفتح

مبعد الإنجيل والصلبان

يا من تروى الناس من إحسانه

وى ضريحك صيب الغفران

ما أنصف الباكي عليك ودمع

يهل حزنا غير أحمر قان

وممزقو قمصانهم إذ لم تكن

أكبادهم عوضا عن القمصان

يا صايدا صيد الملوك بسيف

يوم الوغى يا فارس الفرسان

من عزمه في كل خطب فادح

أمضى وأرهف من شباة سنان

في مأزق أجرته صوارمه الدما

من نحر كل مدرع مطعان

كم كلمت فيه صدور كماته

خوس الرماح بألسن الخرصان

وسطت ثعالبها على آساده

يوم الوغى لما التقى الجمعان

فاستعذبوا طعم الردى لما رأوا

ما راعهم ومرارة المران

وإذا الملوك بنوا الحصون فحصنه

جرداء سابقة وظهر حصان

بنواله إحياء كل مؤمل

فكأنه الأرواح في الأبدان

قد حل صدر الدست منه إذا احتبى

ملمك يعوذ ملكه الملكان

لولاه كان الدهر قد عدم الهدى

ولكان ناظره بلا إنسان

مخ ۲۵۸