ما خلت قبلك أن بحرأ ضمه
قبر وليثا حل في أكفان
ومن العجايب بعد فقدك آن بدت
زهر النجوم واشرق القمران
فالأرض كادت أن تميد بأهلها
ويخر ما فيها من العمران
قد كان جودك للأنام جميعهم
كالماء يعذبه في فم العطشان
فرداك قد سلب القلوب سرارها
ورمى بنى الآمال بالحرمان
واستوحش الإسلام منك لسيرة
ما سار إلا مثلها العمران
وابتزت الدنيا بفقدك حسنها
وضياءها واستوحش الحرمان
وتقول مكة أين من يدعى لسه
بعد الصلاة وعند كل أذان
اين الذي كانت إلي صلاته
موصولة تثرى مع الركبان
من كان يركب في الصعيد وذكره
قد سار من قوص إلى همذان
ومقرب الأمل البعيد بفتح
مبعد الإنجيل والصلبان
يا من تروى الناس من إحسانه
وى ضريحك صيب الغفران
ما أنصف الباكي عليك ودمع
يهل حزنا غير أحمر قان
وممزقو قمصانهم إذ لم تكن
أكبادهم عوضا عن القمصان
يا صايدا صيد الملوك بسيف
يوم الوغى يا فارس الفرسان
من عزمه في كل خطب فادح
أمضى وأرهف من شباة سنان
في مأزق أجرته صوارمه الدما
من نحر كل مدرع مطعان
كم كلمت فيه صدور كماته
خوس الرماح بألسن الخرصان
وسطت ثعالبها على آساده
يوم الوغى لما التقى الجمعان
فاستعذبوا طعم الردى لما رأوا
ما راعهم ومرارة المران
وإذا الملوك بنوا الحصون فحصنه
جرداء سابقة وظهر حصان
بنواله إحياء كل مؤمل
فكأنه الأرواح في الأبدان
قد حل صدر الدست منه إذا احتبى
ملمك يعوذ ملكه الملكان
لولاه كان الدهر قد عدم الهدى
ولكان ناظره بلا إنسان
مخ ۲۵۸