174

تاريخ مکې المشرفه والمسجد الحرام او المدينه الشريفه او القبر الشريف

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

پوهندوی

علاء إبراهيم، أيمن نصر

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

قَالَ الْمرْجَانِي: وَلم نعلم أَن بحرم مَكَّة جبلا يُقَال لَهُ: قديدًا، إِنَّمَا قديد بَينهَا وَبَينه مِقْدَار أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة. وَالطور اسْم الْجَبَل الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى، وَهُوَ أحد جبال الْجنَّة، وَعَن عَمْرو بن عَوْف قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: " أَرْبَعَة جبال من جبال، أَو أَرْبَعَة أَنهَار من أَنهَار الْجنَّة، وَأَرْبَعَة ملاحم من ملاحم الْجنَّة ". قيل: فَمَا الأجبل؟ قَالَ: " أحد جبل يحبنا ونحبه، وَالطور من جبال الْجنَّة، ولبنان من جبال الْجنَّة وخصيب من جبال الْجنَّة وَهُوَ بِالرَّوْحَاءِ والأنهار: النّيل والفرات وسيحان وجيحان، والملاحم: بدر وَأحد وَالْخَنْدَق وخيبر ". قَالَ: التوربشتى شَارِح المصابيح وَفِي قَوْله ﷺ: " أَرْبَعَة أَنهَار من أَنهَار الْجنَّة ". الحَدِيث وَجْهَان؛ أَحدهمَا: أَن نقُول: إِنَّمَا جعل الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة من أَنهَار الْجنَّة؛ لما فِيهَا من السلاسلة والعذوبة والهضم وتضمنها الْبركَة الإلهية وتشرفها بورود الْأَنْبِيَاء إِلَيْهَا وشربهم مِنْهَا، وَذَلِكَ مثل قَوْله ﷺ فِي عَجْوَة الْمَدِينَة: " إِنَّهَا من ثمار الْجنَّة ". وَالْآخر أَن نقُول: يحْتَمل أَنه سمى الْأَنْهَار الَّتِي هِيَ أصُول أَنهَار الْجنَّة بِتِلْكَ الْأَسَامِي؛ ليعلم أَنَّهَا فِي الْجنَّة بِمَثَابَة الْأَنْهَار الْأَرْبَعَة فِي الدُّنْيَا، أَو لِأَنَّهَا مسميات بِتِلْكَ المسميات فَوَقع الِاشْتِرَاك فِيهَا. انْتهى. وَالطور هُوَ الَّذِي أقسم الله تَعَالَى بِهِ بقوله: " وَالطور وَكتاب مسطور ". لفضله على الْجبَال إِذْ روى أَن الله أوحى إِلَى الْجبَال أَنِّي مهبط على أحدكُم أَمْرِي يُرِيد رِسَالَة مُوسَى فتطاولت كلهَا إِلَّا الطّور فَإِنَّهُ استكان لأمر الله وَقَالَ: حسبي الله. فأهبط الله الْأَمر عَلَيْهِ ذكره ابْن عَطِيَّة. وَرُوِيَ أَن

1 / 193