ذَكرْنَاهُ، وَإِنَّمَا توهم هَذَا؛ لِأَن الْمَسْجِد الَّذِي ذَكرْنَاهُ هُوَ بلحف جبل وَعِنْده الْآن سوق الْغنم، وَقيل: لَيْسَ هَذَا التَّوَهُّم صَحِيحا؛ لِأَن الْجَبَل الَّذِي عِنْده هَذَا الْمَسْجِد هُوَ المشرف على الْمَرْوَة، وَيُسمى جبل الديلم كَمَا ذكره الْأَزْرَقِيّ، وَهُوَ فِي شقّ معلا مَكَّة الشَّامي، وَأما قرن مقلة الَّذِي ذكره الْأَزْرَقِيّ فقد ذكره فِي شقّ معلا مَكَّة الْيَمَانِيّ. وَالله أعلم. قَالَ الْأَزْرَقِيّ فِي تَعْرِيف قرن مقلة: هُوَ قرن قد بقيت مِنْهُ بَقِيَّة بِأَعْلَى مَكَّة قَالَ: " ومقلة " رجل كَانَ يسكنهُ فِي الْجَاهِلِيَّة. وَعَن ابْن جريج قَالَ: لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة جلس رَسُول الله ﷺ على قرن " مقلة " فَجَاءَهُ النَّاس يبايعونه بِأَعْلَى مَكَّة عِنْد سوق الْغنم. وَمن ذَلِك مَسْجِد فَوْقه بِأَعْلَى مَكَّة عِنْد الرَّدْم عِنْد بِئْر جُبَير بن مطعم يُقَال: إِن النَّبِي ﷺ صلى فِيهِ، وَهُوَ يعرف الْيَوْم بِمَسْجِد الرَّايَة كَمَا ذكره الْمُحب الطَّبَرِيّ. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: وَقد بناه عبد الله بن عبيد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ﵃ وعمره المعتصم بِاللَّه العباسي فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وعمره فِي زَمَاننَا الْأَمِير قطلبك الحامي المنجلي عِمَارَته الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا الْآن فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة. وَمن ذَلِك مَسْجِد بسوق اللَّيْل بِقرب مولد النَّبِي ﷺ يُقَال لَهُ: المختبى، يزوره النَّاس كثيرا فِي صَبِيحَة الْيَوْم الثَّانِي عشر من شهر ربيع الأول من كل سنة، وَلم أر أحدا تعرض لذكره، وَلَا يعرف شَيْئا من أخباره وَمن ذَلِك مَسْجِد بِأَسْفَل مَكَّة ينْسب لأبي بكر الصّديق، وَيُقَال: إِنَّه من دَاره الَّتِي هَاجر مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة. وَمن ذَلِك مَسَاجِد خَارج مَكَّة من أَعْلَاهَا من ذَلِك مَسْجِد بِأَعْلَى مَكَّة يُقَال لَهُ: