157

تاريخ مکې المشرفه والمسجد الحرام او المدينه الشريفه او القبر الشريف

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

پوهندوی

علاء إبراهيم، أيمن نصر

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

وَقع على منْكب رجل محرم من الْحَاج من أهل خُرَاسَان فِي الطّواف عِنْد الرُّكْن الْأسود، فَطَافَ الرجل بِهِ أسابيع وَعَيناهُ تدمعان على خديه، والطائر على مَنْكِبه الْأَيْمن، وَالنَّاس يدنون مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ سَاكن غير متوحش مِنْهُم، ثمَّ طَار من قبل نَفسه حَتَّى وَقع على يَمِين الْمقَام سَاعَة طَوِيلَة وَهُوَ يمد عُنُقه ويقبضها إِلَى جنَاحه، فَأقبل فَتى من الحجبة فَضرب بِيَدِهِ فِيهِ فَأَخذه؛ ليريه رجلا مِنْهُم كَانَ يرْكَع خلف الْمقَام فصاح الطير فِي يَده أَشد الصياح وأوحشه لَا يشبه صَوته أصوات الطير فَفَزعَ مِنْهُ، فَأرْسلهُ من يَده فطار حَتَّى وَقع بَين يَدي دَار الندوة، ثمَّ طَار من قبل نَفسه فَخرج من بَاب الْمَسْجِد الَّذِي بَين دَار الندوة وَبَين دَار العجلة نَحْو قعيقعان. ويروى أَنه أقبل طائران فِي الْجَاهِلِيَّة كَأَنَّهُمَا نعامتان يسيران كل يَوْم ميلًا أَو يزيدان حَتَّى أَتَيَا مَكَّة فوقعا على الْكَعْبَة، فَكَانَت قُرَيْش تطعمهما وتسقيهما فَإِذا خف الطّواف من النَّاس نزلا فدنيا حول الْكَعْبَة حَتَّى إِذا اجْتمع النَّاس طارا فوقعا على الْكَعْبَة فمكثا كَذَلِك شهرا وَنَحْوه ثمَّ ذَهَبا. وَمن آيَات الْحجر الْأسود: أَنه أزيل عَن مَكَانَهُ غير مرّة ثمَّ رده الله إِلَيْهِ، وَوَقع ذَلِك من جرهم وإياد والعماليق وخزاعة والقرامطة كَذَا ذكر عز الدّين بن جمَاعَة، وَلم أر مَا ذكره عَن العماليق، وَآخر من أزاله عَن مَوْضِعه أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان بن الْحسن القرمطي يَوْم التَّرويَة سنة سبع عشرَة وثلاثمائة لما سَنذكرُهُ بعده. وَاعْلَم أَن ابْتِدَاء خُرُوج القرامطة كَانَ سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة، وَكَانَ أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان بن الْحسن القرمطي رئيسهم فَدخل الْبَصْرَة فِي اللَّيْل فِي ألف وَسَبْعمائة فَارس، نصبوا السلاليم على السُّور ونزلوا فوضعوا السَّيْف فِي الْبَلَد وأحرقوا الْجَامِع، وهرب خلق إِلَى المَاء فَغَرقُوا وَسبوا الْحَرِيم، وَالله الْمُسْتَعَان.

1 / 176