تاريخ مکې المشرفه والمسجد الحرام او المدينه الشريفه او القبر الشريف
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف
پوهندوی
علاء إبراهيم، أيمن نصر
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
د خپرونکي ځای
بيروت / لبنان
لَيْسَ فِيهِ سَواد أحسن مَا يكون وَفِيه كِتَابَة ببياض، وَالشَّمْس يَوْم عَرَفَة من جدد النّظر إِلَيْهَا رأى لَهَا نورا آخر وفيهَا كِتَابَة بَيْضَاء. انْتهى كَلَامه. وَيذكر أَن الشَّمْس مَكْتُوب فِيهَا وَلَا يظْلمُونَ وَفِي الْقَمَر فتيلًا، أما مَا هُوَ مَكْتُوب فِي الْقَمَر فمشاهد محسوس لمن تَأمله. وَمِنْهَا على مَا ذكره ابْن عَطِيَّة: زَمْزَم فِي نبعها لهاجر بهمز جِبْرِيل ﵇ بعقبه، وَفِي حفر عبد الْمطلب لَهَا آخرا بِعَدَد ثورها بِتِلْكَ الرُّؤْيَا الْمَشْهُورَة وَمَا نبع من المَاء تَحت خف نَاقَته فِي سَفَره إِلَى مناقرة قُرَيْش ومخاصمتها فِي أَمر زَمْزَم، كَمَا ذكره ابْن إِسْحَاق مستوعبًا وقدمناه. وَمِنْهَا: على مَا ذكره ابْن عَطِيَّة أَيْضا: نفع مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ، وَأَنه يعظم مَاؤُهَا فِي الْمَوْسِم وَيكثر كَثْرَة خارقة لعادة الْآبَار. وَمن الْآيَات مَا رُوِيَ: أَن الْحجَّاج بن يُوسُف نصب المنجنيق على جبل أبي قبيس بِالْحِجَارَةِ والنيران فاشتعلت أَسْتَار الْكَعْبَة بالنَّار فَجَاءَت سَحَابَة من نَحْو جدة يسمع فِيهَا الرَّعْد وَيرى الْبَرْق، فمطرت فجاوز مطرها الْكَعْبَة والمطاف، فأطفأت النَّار وَأرْسل الله عَلَيْهِم صَاعِقَة فأحرقت منجنيقهم فتداركوه. قَالَ عِكْرِمَة: وأحسب أَنَّهَا أحرقت تَحْتَهُ أَرْبَعَة رجال. فَقَالَ الْحجَّاج: لَا يهولنكم هَذَا فَإِنَّهَا أَرض صواعق. فَأرْسل الله صَاعِقَة أُخْرَى فأحرقت المنجنيق وأحرقت مَعَه أَرْبَعِينَ رجلا وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فِي أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان، وَفِي هَذِه السّنة الْمَذْكُورَة دَامَ الْقِتَال أشهر إِلَى أَن قتل عبد الله بن الزبير بن الْعَوام أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي جنادى الأولى وطيف بِرَأْسِهِ فِي مصر وَغَيرهَا وَقتل مَعَه جمَاعَة، وَتوفيت أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق ذَات النطاقين أم ابْن الزبير بعد مصابه بِيَسِير، وفيهَا استوثق الْأَمر لعبد الْملك بن مَرْوَان، وَولى الْحجَّاج أَمر الْحجاز فنقض بعض الْكَعْبَة وأعادها إِلَى بنائها فِي زمن النَّبِي ﷺ وَكَانَت قد تشعبت من المنجنيق، وأصي الْحجر الْأسود وأصلحوه ورفعوه، وَتُوفِّي الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ الطَّائِفِي فِي لَيْلَة مباركة على الْأمة لَيْلَة سبع وَعشْرين من رَمَضَان وَله خمس وَخَمْسُونَ أَو دونهَا، وَكَانَ شجاعًا مقدامًا مهيبًا ذَا هَيْبَة، فصيحًا بليغًا، سفاكًا للدماء، ولى الْحجاز وَالْعراق عشْرين سنة. وَفِي " جَامع الْأُصُول " قَالَ هِشَام بن حسان: أحصى من قتل الْحجَّاج صبرا فَوجدَ مائَة ألف وَعشْرين ألفا. أخرجه
1 / 170