123

تاريخ مکې المشرفه والمسجد الحرام او المدينه الشريفه او القبر الشريف

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

پوهندوی

علاء إبراهيم، أيمن نصر

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

" فَإِنَّهُم لَا يكذبُونَك ". قَالَ: فَهَذَا أولى مَا حمل عَلَيْهِ معنى قَوْله: " لَا تذم. انْتهى كَلَام السُّهيْلي وَهَذَا لَفظه. وَقَوله: ادعوا بِالْمَاءِ الروي غير الكدر، يُقَال: مَاء روى بِالْقصرِ، ورواء بِالْفَتْح وَالْمدّ. وَقَوله: يسقى حجيج الله فِي كل مبر: هُوَ مفعل من الْبر يُرِيد فِي مَنَاسِك الْحَج ومواضع الطَّاعَة. وَقَوله: مثل نعام جافل لم يقسم: الجافل من جفلت الْغنم إِذا انقلعت بحملها، وَلم تقسم أَي لم تتوزع وَلم تتفرق. وَقَوله: لَيْسَ يخَاف مِنْهُ شَيْء مَا عمر: أَي مَا عمر هَذَا المَاء فَإِنَّهُ لَا يُؤْذِي وَلَا يخَاف مِنْهُ مَا يخَاف من الْمِيَاه إِذا أفرط فِي شربهَا بل هُوَ بركَة على كل حَال. قَالَ السُّهيْلي: فعلى هَذَا يجوز أَن يحمل قَوْله: لَا تنزف وَلَا تذم أَي لَا تذم عَاقِبَة شربهَا وَهَذَا تَأْوِيل سَائِغ أَيْضا إِلَى مَا قدمنَا من التَّأْوِيل وَكِلَاهُمَا صَحِيح فِي صفتهَا. انْتهى. وَكَانَ حفر عبد الْمطلب لَهَا قبل مولد النَّبِي ﷺ على مَا ذكره ابْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة عَن عَليّ، وَفِي تَارِيخ الْأَزْرَقِيّ أَن حفر عبد الْمطلب لزمزم كَانَ بعد قصَّة أَصْحَاب الْفِيل، فعلى هَذَا يكون حفر عبد الْمطلب لَهَا بعد مولد النَّبِي ﷺ وَالله أعلم. ويروى أَن أَبَا طَالب عَم النَّبِي ﷺ عالج زَمْزَم، وَكَانَ النَّبِي ﷺ ينْقل فِي علاجه الْحِجَارَة وَهُوَ غُلَام رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده بِإِسْنَاد ضَعِيف. فصل: ذكر علاج زَمْزَم فِي الْإِسْلَام قَالَ الْأَزْرَقِيّ: كَانَ قد قل مَاؤُهَا جدا حَتَّى كَانَت تجم فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين

1 / 142