كانت لا تخلو من المجاهرة بآرائه في الحكم القائم ونقداته التي كانت تقلق بال عامل الأمويين في مكة عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق.
وكان عمرو بن سعيد بن العاص تبلغه أنباء هذه المجتمعات ولكنه لا يملك إلا ان يتغافل لعلمه بمنزلة ابن الزبير من عامة الأهلين في مكة وما يتمتع به من جرأة نادرة المثال ، كما أن معاوية في الشام كانت تصله أخبار ابن الزبير فيعالجها بحلمه ويقابلها بمعروفه وبره.
ومات معاوية رضياللهعنه وبويع ليزيد في عام 60 الهجري فتوثب ابن الزبير للعمل في خطوته الأولى وئيدا إلا أن منافسه الحسين بن علي كان يحتل في مكة وأمصار الاسلام مركزا يطغى على منزلة ابن الزبير فلما وافاه خبر وفاة الحسين عام 61 ه نهض على قدميه ورفع صوته بالدعوة.
وحاول الأشدق والي مكة ليزيد أن يعالج الأمر في حرص وحذر وأن يحد بالمداراة نشاطه ، فبث العيون حول أنصاره ورتب الجواسيس ليحصوا حركات أتباعه وسن ما يشبه نظام مراقبة الأجانب اليوم فجهز مكة بمختصين يكتبون أسماء القادمين اليها ويتعرفون هويتهم فمن وجدوه ذا علاقة خاصة بابن الزبير يمنعونه من الدخول إلا أن محاولاته جميعا لم تفت في عضد ابن الزبير ولم تهن من عزيمته وجاءت أوامر يزيد بارسال ابن الزبير مقيدا فلم يستطع الأشدق عمل شيء أكثر من أن يرسل اليه سلسلة من فضة (1).
مخ ۱۰۹