والغلال والأسلحة والحرير والخمور (1) فمهروا في التجارة وتضخمت رؤوس أموالهم وبلغت قوافلهم التجارية ألف بعير في عهد غزوة بدر مضافا إليها خمسون ألف دينار منقولة بين أثقالهم كما بلغت في بعض المرات ألفين وخمسمائة بعير وهي نسبة لها قيمتها المادية إذا قيست بالثروات في عهدها ، وبلغ من ثراء قريش أنها استطاعت في غزوة بدر أن تفتدي أسراها من المكيين بأربعة آلاف درهم للرجل الى ألف درهم إلا من عفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم من المعدمين (2).
وكانت الى جانب هذا من أهم مراكز الصرافة في العالم القديم ، وكان التاجر من أي بلد في الآفاق يستطيع أن يؤمن فيها على بضائعه صادرة أو واردة وربما احتاج إلى كثير من المال لسداد ما تطلبه بضائعه فتقرضه المصارف في مكة كما تفعل البنوك اليوم وربما أفحشت في الفوائد فتضاعف الربا واضطهد المدين حتى جاء القرآن بتحريم الربا عليهم.
** الناحية الاجتماعية والعقلية :
وو هم بعض المؤرخين في ادراج مكة مدارج القبائل من أحياء العرب ، وحسب آخرون أنها كانت نزلة يمضي عليها ما يمضي على نزل العرب وقراهم في آفاق الجزيرة ولكن شيئا من الاستقراء ينتهي بنا إلى غير هذه النتيجة. فالقرآن سماها في أكثر من مرة «أم القرى» وفي هذا ما يشير الى ميزتها في مستوى من حولها من منازل الجزيرة وقراها والقرآن خاطبها بمعان ليس من يعتقد أنها غريبة عنها فتحدث عن المشكاة والمصباح والزجاج وعن
مخ ۵۱