واستطاع المهاجمون أن يجلوا أبا نمي عن مكة ويتولو أمرها نحو 40 يوما ، ثم ما لبث أن استأنف أبو نمي الكرة عليهم فأجلاهم وعاد الى حكم مكة وذلك في سنة 670 (1).
واتصلت هذه الانباء الجديدة بالملك الظاهر بيبرس في مصر ، ولعل أنباء اخرى سيئة بلغته معها ، وكان يقظا للعلاقة السياسية التي تربطه بمكة حريصا على العناية بالاشراف عليها ، فكتب الى ابي نمي في عام 675 كتابا شديد اللهجة هذا نصه :
«من بيبرس سلطان مصر الى الشريف الحسيب النسيب أبي نمي محمد بن أبي أسعد .. أما بعد : فان الحسنة في نفسها حسنة وهي من بيت النبوة أحسن! والسيئة في نفسها سيئة وهي من بيت النبوة أسوأ! وقد بلغنا عنك أيها السيد أنك ابدلت حرم الله بعد الأمن بالخليفة وفعلت ما يحمر به الوجه .. وتسود الصحيفة ، ومن العجب كيف تفعلون وجدكم الحسن وتقاتلون حيث لا تكون الفتن ولا تقاتلون حيث تكون الفتن هذا وأنت من أهل الكرم وسكان الحرم فكيف آويت المجرم واستحللت دم المحرم ومن يهن الله فما له من مكرم ، فاما أن تقف عند حدك والا اغمدنا فيك سيف جدك والسلام».
وقد أجابه أبو نمي معتذرا عما حدث (2) ولا يعتذر أبو نمي الا لخلال سيئة ارتكبها ، ونعتقد أنها كانت في غير موضوع القتال مع آل قتادة في المدينة لأن موقفه من آل قتادة موقف المدافع عن امارته الا أن يكون آل قتادة وقد كانت
مخ ۲۹۵