في اللغة هي السواد وعند هذه الصخرات كانت دار الأزلام ومنها يبدأ منبطح السيل أسفل مكة.
ولعلنا إلى هذا الحد استطعنا أن نرسم خطوطا تقريبية لمكة الجاهلية ولا يفوتنا في أذيال هذا البحث أن نشير إلى الضواحي التي كان يحلو للمكيين أن ينتجعوها في الأصائل من شهور القيظ وهي عادة نرى أثرها إلى اليوم في المتنزهين من أبناء مكة في أطراف الضواحي وكأنما هم يمثلون بذلك عادة عرفها أجدادهم من نحو (1500 سنة) تقريبا.
ومن أشهر المتنزهات في مكة الجاهلية (1) الليط .. والليط في رأى بعض المؤرخين (2) هو أسفل مكة فيما يقرب من بركة ماجل متنزهنا اليوم ، ويقول الأستاذ رشدي الصالح ملحس في حاشيته على تاريخ الأزرقي أنه يرجح أن يكون خلف القشلاق العسكري أي فيما يلي جرول الخليفة ولست بالذي يستبعد صحة القولين فان الوادي بعد بركة ماجل يتصل بالجادة التي تنتهي خلف القشلاق فلم لا يكون الليط عبارة عن امتداد من جرول الخليفة الى أطراف المسفلة؟
وكانت في الليط اقحوانه (3) يجلس أهل مكة حولها في العشي يلبسون الثياب المحمرة والموردة والمطيبة وفي هذا يقول الحارث بن خالد :
من ذا يسائل عنا أين منزلنا
فالأقحوانة منا منزل قمن
مخ ۴۵