والأنكى من هذا ان الحسن صاحب مكة وكان قد اساء الاهالي يوم ظفره بما اقترف من فتك لم يمسه في هذا العدوان شيء فقد نجا بنفسه الى اطراف البادية دون ان يناله اذى وترك المظلومين في مكة بعده يعانون من عذاب ما اقترف ويلا وثبورا وهكذا «ياكل الاباء الحصرم والابناء يضرسون»
واهل موسم الحج في ذلك العام 619 او 620 فدفع المسعود بجيشه الى عرفات ومنع من ان تنصب راية العباسيين على الجبل فيها وامر بنصب راية والده ورايته وكاد ان يشتبك معه امير الحج العراقي لكنه شعر بقلة جنده وقيل انه اباح رفع الراية العباسية قبيل غروب يوم عرفة بعد ان خوفه بعضهم من سطوة العباسيين (1).
وظل المسعود على امره في مكة الى ما بعد فراغه من الحج ثم توجه الى اليمن بعد ان اناب احد قواده «عمر بن علي بن رسول» وابقى لحراسته 300 فارس وولى راجحا بعض الاعمال المتصلة بالبادية.
ومن الغريب ان اعمال المسعود العنيفة في مكة افادت ضد الافساد وشتتت شمل الارهابيين وقطعت دابرهم فشاع الامن بين البوادي وكثر جلب الارزاق وعم الاخاء.
وسهل المسعود على الحجاج امر دخول الكعبة فامر بجعل بابها مفتوحا ليلا نهارا مدة مقام الحج فيها واطلق لسدنة الكعبة من بني شيبة مالا لقاء ما كانوا يأخذونه باغلاق الباب وفتحه لمن ارادوا وتحاشيا من زحام الناس لقصر المدة التي كانوا يفتحون فيها الباب وعظم ما يناله الناس من ارهاق وضرب وموت
مخ ۲۶۹