اشراف دمشق ليكفلوهم ويشاركوهم في حصصهم من اوقاف الاشراف (1).
وعاد قتادة بعد ذلك الى مكة دون أن ينال ظفر ثم ما لبث أن فكر في توسيع نفوذه بين قبائل ثقيف فزحف في جيشه الى الطائف فاحتلها بعد أن قاتله مشائخ ثقيف قتالا عنيفا وفي هذه الواقعة فقد كتب أثري كان يحتفظ به حمدان العوفي وهو من شيوخ ثقيف في بيته وهو كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل الطائف.
وعاد قتادة الى مكة بعد ان اطاعته القبائل في الطائف ومن حولها وقد ترك نائبا عنه في الطائف ليحكمها وترك بعض عبيده لحفظ الأمن فاتفق بعض رجال من ثقيف على دعوة نائب قتادة والعبيد الى دعوة عامة في ضاحية من ضواحي الطائف وكانوا قد دفنوا سيوفهم في رمال المكان المعد للاجتماع فلما حضروا واطمأن المجلس بهم بادروهم فقتلوهم عن آخرهم (2).
ومن غرائب ما اتفق لقتادة أنه أهدى مرة صلاح الدين الايوبي مروحة بيضاء من خوص النخل نقش فيها بيتان من الشعر بنسيج من السعف الأحمر فلما قدم رسوله بها الى صلاح الدين قال : «ان الشريف قتادة يهديكم هذه المروحة التي ما رأيتم ولا ابوكم أو جدكم مثلها» فاستاء صلاح الدين لسوء التقديم واستفزه الغضب ثم ما لبث أن سرى عنه عندما لفت الرسول نظره الى ان المروحة منسوجة من خوص النخلة التي كانت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقد قرأ فيها صلاح الدين هذين البيتين :
أنا من نخلة تجاور قبرا
ساد من فيه سائر الناس طرا
مخ ۲۶۴