وكان قد تقدم بنا في العهد الاموي ان بعض الخلفاء من بني امية ادخلوا اجزاء يسيرة منها في المسجد وكذلك فعل المنصور في العهد العباسي الاول وبذلك بقيت بقية الدار ينزل بها خلفاء بني امية ثم خلفاء بني العباس ثم ما لبثت ان خربت وتهدمت فجعلوا يكرون مقاصيرها الخاصة بالنساء على الغرباء والمجاورين ويتخذون مقاصير الرجال لدواب ولاة مكة ثم اتخذها عبيد العمال من السودان نزلا لهم فكانوا يؤذون الجيران ثم ازداد خرابها فجعلوا يلقون فيها القمام فاذا جاء المطر سالت الاوساخ منها فدخلت المسجد من بابها الشارع في بطن المسجد الحرام فكتب عامل البريد على مكة وهو من اهلها وكان يسكن بجوارها ، كتب الى بغداد يفصل احوالها وما يترتب على ذلك من اضرار ويبدي رأيه في بنائها مسجدا يتصل بابواب المسجد الكبير (1).
ويختلف المؤرخون في موقع دار الندوة فيجعلها بعضهم مكان المقام الحنفي ويؤخرها بعضهم الى مؤخرته او الى الرواق الذي يقع خلف ذلك والذي يبدو من متابعة التاريخ ان مساحة دار الندوة كانت متسعة تبدأ من نحو منتصف الاروقة خلف مقام الحنفي الى نهاية باب الزيادة وباب القطبي بما يشمل ذلك من الحصوة الصغيرة وما حولها ويؤيد ذلك ان بعض خلفاء الامويين ادخلوا بعض أجزاءها في المسجد ثم ادخل المنصور بعدهم جزءا آخر فاستقام ضلع المسجد ثم جاء المهدي وكان الضلع مستقيما فعمل على استقامة غيره فيظهر في هذا ان بعض الرواق المستقيم خلف المقام الحنفي هو من دار الندوة وهو الجزء الذي ضم الى المسجد قبل المهدي وان بقية دار الندوة تنتهي الى باب الزيادة وباب القطبي
مخ ۲۱۴