** عمارة الكعبة :
وفي هذه الأثناء انتاب قريشا ما انتابها من حريق الكعبة وتصدع بنائها ووهن أحجارها فارتاعت قريش وحارت في أمرها أيما حيرة ولما قال قائلهم بضرورة هدمها واعادة بنائها وقفوا من ذلك وقفة الخائف الملتاع حتى تقدم الوليد بن المغيرة فاقتلع أول حجر وهو يقول : اللهم لا ترع ، لا نريد إلا الخير. فأتبعه الناس وقاموا بمعاولهم على نقضها.
وشارك النبي وهو شاب في نقل حجارتها مع الناقلين من بني هاشم فقد كانت كل قبيلة تجمع ما تنقله على حدتها وشرع البناؤون في البناء وكانت قريش تنقل الحجارة من حراء وثبير ومن جبل المقطع بين الطائف وعرفات ومن خندمة ومن جبل حلحلة بالقرب من الزاهر.
وعندما بلغ البناء موضع الحجر الأسود اختصموا في شأنه (1) كل قبيلة تريد أن ترفعه الى موضعه حتى إذا أعدوا أنفسهم للقتال خرج فيهم أمية بن المغيرة وهو يومئذ أسنهم فقال : يا معشر قريش اجعلوا فيما تختلفون فيه أول داخل إلى المسجد فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا هذا الأمين وقد
مخ ۳۶