[8] الإمام أحمد بن سليمان (ع)
هو الإمام المجدد للدين، المتوكل على الله رب العالمين، أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ".
ولد سنة خمسمائة في بعض نواحي هجرة حوث، وذكر بعضهم أن ميلاده بمدينة حوث.
نشأ عليه السلام على طريقة آبائه الأطهار، وسلفه الأخيار، جامعا بين العلم والعمل، وقد درس في الأصولين على الفقيه زيد بن الحسن البيهقي، وله منه إجازة، وأخذ عنه الشيخ محيى الدين حميد بن أحمد بن الوليد القرشي، والقاضي جعفر وغيرهما، وقام بأمر الإمامة في سنة 532ه، وكان عليه السلام من أكابر الأئمة علما وفضلا، وكان أحد نجوم هذه الأمة ومصابيحها، صواما قواما، وممن حثه على القيام بالإمامة نشوان بن سعيد الحميري، بقصيدة منها:
دع يرسما والمساني واقصد اليمنا
فأفقر الناس من يابن الكرام سنا
فأنت تصلح للرايات تعقدها
وللمواكب تحيي الدين والسننا
وللمنابر تنشي فوقها خطبا
تغني اللبيب النجيب العالم الفطنا
ما كان جدك حراثا فتخلفه
بل مرسلا قد أتى بالوحي مؤتمنا
ما زال في عمره مستفتحا بلدا
أو قاسما مغنما أو مالكا مدنا
وكان عليه السلام إلى جانب علمه شجاعا قل أن يوجد له نظير، وقد بلغت دعوته الجيل والديلم، وخطب له في خيبر والحجاز، وكان مستجاب الدعوة، وله شعر حسن ومقامه وأحواله لا تتسع للنشر والذكر هنا، توفي في حيدان من بلاد خولان بن عامر -صعدة- سنة 566ه، وقبره بها مشهور مزور، ويعرف بالمشهد.
مخ ۵۱