د حوث ښار تاريخ
روائع البحوث في تاريخ مدينة حوث
ژانرونه
اللهم إنا في كربة وغربة لا يكشفهما سواك، ولا يفرجهما غيرك، فقد نقضت عرى الإسلام عروة عروة، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، لا سيما كاتب الأحرف [يعني نفسه رضي الله عنه] فإنه قد صار غريبا في وطنه، مسكينا منعزلا في منزله وبيته، مع عجز وضعف في بدنه، وقلة ذات يده، وابتلاء بعلل عديدة منذ سنين طويلة...... وساق إلى أن قال: وقد تطورت الحياة بالناس، وصرنا في فم الساعة بلا التباس، فقد ولدت الأم ربها وربتها، وصار الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، وصار الناس في هرج ومرج، واستحلت المحرمات فشربت الخمور، وكثر الفجور، وركب الذكور، وقطعت الصلاة، ومنعت الزكاة، حتى لقد صار القرآن عارا، فسلخوا تعليمه في المدارس الابتدائية، ولا يتعلم الصبي بها إلا اللغة الإنكليزية، ومن نجح فيها فهو وحيد عصره، واستوردوا إلى المعاهد العلمية مناهج أجنبية، وظهرت فرقة من بقايا الخوارج يقال لها الوهابية، ليس لهم هم وقوة وعزيمة، إلا إطفاء نور آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا تحسبون صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا، يقولون من قول خير البرية وهاهم يسمون أنفسهم بأهل السنة وبالدعاة يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يكيلون الحديث كيلا، فاغتر بهم العامة، وخدعوهم بكثرة الصلاة والصيام، وحسن الهيئة، وهم يكفرون المسلمين، ويوعزون إلى العامة بأن ما عليه البقية الباقية من علماء آل محمد وشيعتهم أنه مما لا أصل له ولا دليل عليه، فأبعدوهم عنكم، فنحن الذين جئنا بالدعوة الإسلامية، فلعمري إنهم لمبغضون لأمير المؤمنين وأخ خاتم النبيين والمرسلين، صلى الله وسلم عليه وآله، ولأهل بيته الذي بغضه وبغضهم نفاق، وصدق الله القائل في وصفهم: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم}[المنافقون:4] هذا والله وصفهم، فأجسامهم ناعمة، وألسنتهم تسلب خفيف العقل والإيمان، ولهم مادة مالية كبرى من السعودية، وعلى الجملة نسأل الله الفرج وحسن المخرج. اه.
وبالإضافة إلى النصيحة بالنثر فقد نصح رضي الله عنه الناس شعرا، ومن ذلك قوله عليه السلام:
حمدا لمن وفقنا وأرشدا ... ثم صلاة الله تغشى أحمدا
وبعد ذا بلبل بالي ما أتى ... من سحر بابل لا بل أراح غدا
لما قرأت النظم والسحر الذي ... أنشأه الشمراخ أعني الولدا
شبل العماد الشاب في عليائه ... فالبدر مع هالاته فيما بدا
خامرني فالخمر لم تعمل كما ... قد عمل التطريز نسجا وسدا
ما العطر ما الكافور قد أهدى لنا ... مثل مديح جاء من بيت الهدى
من أهل شرع الله ممن نسبوا ... إليه فالنسبة فيهم سرمدا
أقصر وجيه الدين من مدحي إذا ... فلست أهلا للمديح أبدا لأن مدحي صار لي ذما كما ... أعلم أني قد عصيت الأحدا
مخ ۱۷۴