فهذه البعثة التي هي أول بعثة علمية إلى جزيرة العرب تنبهت لقضية الكتابات المنقوشة على الصخور، فجابت البلاد من لحية إلى مخا إلى تعز فصنعاء، وكان غرضها معرفة الجغرافية وأحوال السكان، وأصولهم وأنسابهم، مع درس طبقات الأرض ونباتاتها، لكنها علمت بوجود كتابات في ظفار لم تصل هي إليها، غير أن هولنديا كان قد أرسل إلى هذه البعثة نسخة عن كتابات عثر عليها، وعلى كل حال فأول من نبه إلى هذه الكتابات ووجوب حلها خدمة للعلم هو «نيبور الدانماركي» ثم تلاه «ستزن
Seetzen » من أولدنبورغ فإنه نسخ الكتابات المنقوشة على صخور ظفار وأرسل نسخة عن بعض جمل سبتية إلى أوروبا، وذلك سنة 1711، ولم يفهموا مآلها في أول الأمر، ثم توصلوا إلى حلها فاشتدت رغبتهم في معرفة غيرها.
وفي سنة 1834 كشف الإنجليزي «ولستيد
Wellsled » كتابة في حصن غراب على ساحل حضرموت، وكتابة في محل يقال له «نقاب الحجر» وفي سنة 1836 كشف «كروتندن
Crullenden » خمس قطع سبئية في صنعاء، ثم نشر الرحالة «فريده
wrede » في سنة 1870 كتابات وجدها في حضرموت، ثم إنه جاء «أرنود
Arnand » وهو أول أوروبي توصل إلى سد مأرب فنسخ عما وجده في مأرب وفي صنعاء 56 كتابة أكثرها كان جملا قصيرة، ثم كثر الاطلاع على هذه الكتابات في بلاد اليمن، وكان الفضل في حل هذه الكتابات ومعرفة معانيها إلى «جيسنيوس
Gesenius » و«روديجر
Rodiger » سنة 1841 وإلى «أوزياندر
Oseander » (سنة 1856-1863) واطلعوا على كتاب ليعقوب بن صافر اليهودي كتبه بالعبري في سنة 1866، فإنه ذهب من الحديدة إلى عمان على طريق صنعاء، وجاء في كتابه بمعلومات ذات قيمة، وبها استدل «هاليفي
ناپیژندل شوی مخ