Neuhoesel
وهي أمنع معقل في بلاد المجر، كان يقال إنها لا تؤخذ ففتحها الكوبرلي عنوة بعد حصار ستة أسابيع، ثم عاث الجيش العثماني في المجر ومراغية وسيليسية، وسحب في رجوعه ثمانين ألف أسير، فاستغاث الإمبراطور ليو بولد صاحب النمسا بدول النصرانية، فدعا البابا جميع النصارى إلى حرب صليبية.
وكان لويس الرابع عشر غير ناس الإهانة التي لحقت بسفيره، فوعد بتجهيز ستين ألف مقاتل لحرب الترك، وأرسل بالفعل ثلاثين ألفا بقيادة الكونت دوكليني
de Coligny
وتطوع في هذا الجيش أكثر أبناء بيوتات الشرف في فرنسا، وكان الكوبرلي قد استولى على سيرين فار وكورمورن الصغرى، ولكن عندما وصل جيش الفرنسيس صارت الحرب سجالا، وقطع الكوبرلي الأمل من محو قوة النمسا، فعقد الكوبرلي الصلح المسمى بصلح فازفار سنة 1664، ووقع الاتفاق على أن ترانسلفانيا لا يكون فيها عثمانيون ولا نمسويون، وأن يتولاها أمير تحت سيادة السلطان، وفي الولايات المجرية السبع يكون منها ثلاث للنمسا وأربع للدولة العثمانية، وبقي الفرنسيس في البحر المتوسط يتجاوزون على سواحل الدولة ويتعرضون لمراكبها، فاشتد غضب الأتراك ونادوا يا للثارات.
وكان في فرنسا الوزير «كولبير
Colberl » لا يرى في هذه العداوة خيرا، فأرسل ابن المسيو لاهاي لأجل السعي في الصلح، ولم يكن هذا الاختيار في محله لأنه هو الذي أغلظ القول لمحمد باشا الكوبرلي وأمر هذا بحبسه، فلما وصل لاهاي الصغير وقابل الكوبرلي الصغير اختصما في الكلام، فسمع لاهاي من الصدر الأعظم كلاما مهينا، فخرج مغاضبا وقال للصدر: إنه سيغادر القسطنطينية. فلما وصل عند الباب قبضوا عليه وحبسوه، ولما بلغ الخبر السلطان أمر باطلاق لاهاي واسترضائه، ولكن الكوبرلي رفض تجديد امتيازات الفرنسيس، ومنعهم من المرور بالبحر الأحمر ومصر في تجارتهم مع الهند، وأذن للإنجليز والجنوبيين، فأخذ الفرنسيس يوالون النجدات لجزيرة أقريطش، وكان الحصار على قندية، فركب أحمد باشا الكوبرلي بنفسه وضيق الخناق على تلك البلدة، وأقبل فرسان مالطة وأكثر أبناء النبلاء في فرنسا ينجدون قندية، إلا أنهم انكسروا في واقعة حاسمة وتركوا ميدان القتال منصرفين إلى بلادهم، فازداد ضغط الأتراك على تجار الفرنسيس، فأرسل لويس الرابع عشر أربع سفن لأجل حمل السفير ورجال السفارة وجميع التجار الفرنسيس الذين في القسطنطينية، ثم جهز اثني عشر تابورا وثلاث مئة فارس في خمسة عشر سفينة تحت قيادة «الدوك بوفور
Beaufort » وأرسلها إلى كريت، ولكن هذه الحملة لم تكن عظيمة الفائدة لكريت والبنادقة، ولم تمنع تغلب العثمانيين على الجزيرة، وانعقد الصلح في 6 سبتمبر سنة 1669، ودخلت كريت كلها تحت حكم الدولة ما عدا ثلاثة مراس كورابوزه وصوده واسيبنالونفه. وكان فتح العثمانيين لكريت هو آخر فتح لهم فتحوه من ممالك النصرانية، ولم يوجد في التاريخ بلدة اشتد حصارها وطال نظير قندية، واستمرت حرب كريت خمسا وعشرين سنة، في أثنائها قام العثمانيون بست وخمسين حملة، وصدوا خمسا وأربعين هجمة، وأحرق المحصورون ألفا ومئة واثنين وسبعين لغما وأحرق الأترك ثلاث أضعاف ذلك، وبلغ عدد خسائر البنادقة أربعين ألفا.
وذكر المؤرخ هامر أن خسائر العثمانيين بلغت مئة الف.
وكان لويس الرابع عشر وأكثر شبان فرنسا يريدون محاربة تركيا، إلا أن كولبير الوزير المعروف كان لا يزال يعارض في هذه الحرب، وعزل السفير لاهاي وأرسل مكانه المركيز «دونوانتل
ناپیژندل شوی مخ