د هنرونو تاريخ او مشهور انځورونه
تاريخ الفنون وأشهر الصور
ژانرونه
وكان في أول ظهوره ينقل عن الطبيعة نقلا مجردا من الخيال، ولكنه عندما تقدم ووثق من نفسه صار يضيف خياله إلى الطبيعة ويؤلف منهما ألوانا عجيبة من الجمال. ومن أحسن رسومه تلك الصورة التي رسمها سنة 1807 وهي «الشمس تبزغ خلال البخار». وقد باعها ثم عاد فاشتراها لتكون هدية منه للأمة. وليس في العالم رجل استطاع أن يرسم أضواء الشمس والقمر وظلال هذه الأضواء مثل «تورنر».
ومن أحسن رسومه صورة «البارجة المتهورة» وهي بارجة فرنسية كانت بأبي قير مدة وجود نابليون في مصر، فلما دهم الإنجليز الأسطول الفرنسي قاتلت بشجاعة حتى أطلق عليها اسم «المتهورة». وهي في الصورة تقاد إلى الميناء لتحطيمها.
وقد عاش «تورنر » مع أبيه دون أن يتزوج، ولكنه بعد وفاة أبيه عاش عيشة مزدوجة. فقد عرف سيدة في لندن كان يقضي معها أياما باسم «الأميرال بوث» ثم يعود إلى منزله فيقضي أياما باسم «تورنر». ولم تعرف هذه الحقيقة عنه إلا قبل وفاته بيوم. فإن السيدة أبلغت الخادم أن «تورنر» عندها. وفي اليوم التالي لوفاته نقل إلى منزله الأول الذي شيعت جنازته منه ودفنت جثته في كنيسة القديس بولس سنة 1851. وقد ترك 120000 جنيه أوصى بمعظمها لترقية الفن ومساعدة رجاله، ولكن حدثت خلافات عقب وفاته في تأويل الوصية، انتهت بالصلح بين ورثته وبين الأكاديمية. وفي سنة 1840 عرف روسكين «تورنر» وألف كتابه «الرسامون المحدثون». وكانت غاية المؤلف الإكبار من شأن «تورنر» فزاد هذا من شهرة الرسام الذي هو رمز الآن للعبقرية الفنية عند الإنجليز.
وليس لمن عاصروا «تورنر» ذكر بالنسبة إلى شهرته مع أنهم لولاه لكانت لهم شهرة وصيت، وهذا مع استثناء «كونستابل». فمن هؤلاء: جبرتن ودوونت وكوكس. وهذا الأخير أشهرهم، ولد سنة 1783 في برمنجهام حيث تعلم الرسم. ولكنه لم يبرع فيه إلا بعد أن استنار ذهنه بالسياحة في أوروبا. وفي سنة 1839 التقى بالرسام جيمس مولر (1812 - 1845) وكان هذا قد زار مصر واليونان وتأثر بمناظرهما الطبيعية التي تخالف المألوف في إنجلترا. وقد انتفع كوكس به ودرس رسومه وتأثر منها. وأحسن ما خلفه «كوكس» رسمه «يوم عاصف» وقد مات سنة 1859.
أما «كونستابل» فلا يقل عبقرية عن «تورنر» ولكنه دونه شهرة وتوفيقا. وعلة ذلك أن «تورنر» كان يعرف أن الناس لا يحبون اقتناء صورة الطبيعة والريف، فكان يخترع حادثة تاريخية توهم الناظر كأنها هي الأصل، والمناظر الطبيعية حولها ليست سوى فراش الصورة. بيد أن «كونستابل» لم يكن يحتال على أذواق الجمهور بهذه الطريقة بل كان يقنع برسم المنظر الطبيعي أو الريفي ويجعله الأصل والفصل. وقد ولد سنة 1776 وتتلمذ للسير بومونت الذي لم يكن رجلا غنيا يرعى الفنون فقط بل كان رساما أيضا، وكان يشجع «كونستابل» على الرسم ويعاونه بالمال والنفوذ.
وفي سنة 1816 تزوج «كونستابل» وعاش بعد ذلك سعيدا مع زوجته، وأسس له مرسما، ولكنه لم يحز الشهرة التي يستحقها في لندن وإنما حازها في باريس. لأن الفرنسيين استطاعوا أن يقدروا عبقريته وبراعته في رسم الأضواء والألوان الطبيعية. ومن أحسن رسومه «الجواد القافز» و«حقل القمح»، ولولا أن صهره مات وخلف لزوجته 20000 لشعر بالفاقة. وانتخب في آخر حياته عضوا في الأكاديمية، ولكن وفاة زوجته في ذلك الوقت لم تترك له الفرصة لأن يتمتع بهذا الامتياز. ومات سنة 1837 وازدادت شهرته بعد ذلك. والآن يتغالى الناس برسومه ويدفعون فيها عشرات الألوف من الجنيهات. ويمتاز «كونستابل» عن «تورنر» من حيث إنه إنجليزي أكثر منه في رسومه. فإن «تورنر» قد تأثر بمناظر أوروبا التي ساح فيها، ولكن «كونستابل» لم يكن يعرف سوى ريف إنجلترا وجبالها.
ومن الرسامين الإنجليز في ذلك العصر بونتجتون الذي ولد سنة 1801 ومات سنة 1828. وقد زار فرنسا وإيطاليا ولم يعش طويلا ليكشف عن تلك العبقرية الكامنة فيه. وأحسن رسومه صورة «عمود كنيسة القديس مرقس» وهي الكنيسة الكبرى بالبندقية.
ومنهم جون كروم الذي ولد في مدينة نوريتش مدينة النسيج الإنجليزية المشهورة وكانت ولادته سنة 1769 ووفاته سنة 1821. وهو مؤسس «مدرسة نوريتش» إذ جمع حوله طائفة من شباب تلك المدينة الذين يهوون الفنون الجميلة، فألف منهم جمعية صارت تنشئ المعارض السنوية في نوريتش ولندن. وظهر في هذه المدرسة طائفة حسنة من الرسامين مثل «جيمس ستارك» الذي مات سنة 1859، و«كوتمان» الذي مات سنة 1842 و«جون كروم» الذي مات سنة 1821. ونجحت «مدرسة نوريتش» لأسباب اقتصادية لأنها نشأت في وسط غني بالصناعة يقدر أهله الفنون ويقتنون التحف الجميلة. وكذلك لنجاحها سبب آخر هو علاقة الأقاليم الشرقية الإنجليزية بهولندا وتأثرها بالفن الهولندي.
الفصل العشرون
الرسامون الإنجليز في عصر فكتوريا
ناپیژندل شوی مخ