الصحابة أنفسهم لم يمتنعوا عن التدوين وأورد أمثلة على ذلك من المرويات عن جماعة من أعيان الصحابة منهم علي والحسن عليهما السلام وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس وغيرهم ، وكلها تنص على رجحان الكتابة وتحث عليها ، وأورد عن عائشة انها قالت لابن أختها عروة بن الزبير : يا بني بلغني أنك تكتب عن الحديث ثم تعود فتكتبه ولم تنهه عن ذلك ، وان ابن عباس كان يقول :
«قيدوا العلم بالكتابة» الى غير ذلك من المرويات.
ومهما كان الحال فالثابت عن طريق أهل البيت وشيعتهم وبعض المحدثين من أهل السنة ان عليا (ع) وبعض الصحابة من أعيان الشيعة قد دونوا الكثير من أبواب الفقه. وقد أوردت الروايات ، الكثير في كتب المحدثين من الشيعة عن طريق أهل البيت (ع) أن عليا قد كتب الفقه بخط يده وإملاء رسول الله (ص).
وفي أعيان الشيعة (1) والمراجعات (2) نقلا عن مصادر شيعية موثوق بها ، ان من مؤلفات علي (ع) كتابا طوله سبعون ذراعا أملاه عليه رسول الله (ص)، كتبه على الجلد المسمى بالرق ، وكان يستعمل للكتابة في الغالب. ولا بد ان يكون قد جمع هذا الكتاب جميع أبواب الفقه ، وسمي في اخبار أهل البيت ، بالجامعة تارة ، وبكتاب علي اخرى ، وبالكتاب الذي أملاه رسول الله على علي ثالثة.
وقد رآه عند الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام بعض الثقات من أصحابهما ، كسويد بن أيوب وأبي بصير وغيرهما ، كما ذكر ذلك
مخ ۱۵۴