41
وجميع الكتاب خرافات مثل هذه يحكيها لدرجة درجة من فلك البروج، فإذا قابلناها على ما وصل إلينا من تأليف توكرس أو تنكلوس الحقيقي وجدنا بين الكتابين فرقا عظيما بل بونا شاسعا، ويركن تنكلوشا القوقاني «أو بالحري ابن وحشية أو أبو طالب الزيات حسبما سأبين» إلى حكماء أهل بابل الأوائل، ودعاهم بأسماء غريبة مختلفة اختلافا واضحا مثل أرميسا وبرهمانيا الخسرواني وغيرهما، فلا ريب في أن هذا الكتاب هو المذكور في الفلاحة النبطية لأبي أحمد بن علي بن المختار المعروف بابن وحشية النبطي.
42
ويضطرني ذلك إلى وصف كتاب الفلاحة النبطية،
43
ولو بغاية الاختصار، قال صاحبه في مقدمته: إن الكتاب الأصلي ألفه قبله بألوف سنين حكيم بابلي اسمه قوثامي نقلا عن كتب أقدم من تأليفه بكثير وضعها ضغريث وينبوشاد، وإن ابن وحشية ترجمه من لسان الكسدانيين أو النبطية - والمراد اللغة البابلية القديمة - إلى العربية سنة 291ه/904م،
44
وأملاه سنة 318ه/930م، على تلميذه أبي طالب أحمد بن الحسين بن علي بن أحمد الزيات، فمغترا بهذا الكلام وبما وجد في الكتاب من الأمور والأسماء الغريبة زعم خولسن
45
أنه من آثار بابل الثمينة النفيسة التي ضاعت لولا ابن وحشية وأبو طالب الزيات، فاستنبط من ذلك الاستنباطات البعيدة، ولتعلموا أن الفلاحة النبطية تتعلق بالعلوم السحرية أكثر منها بالطبيعيات والنبات فقال ابن خلدون:
ناپیژندل شوی مخ