وأبي كسرى؛ علا إيوانه
أين في الناس أب مثل أبي
سورة الملك القدامى وعلى
شرف الإسلام لي والأدب
قد قبست الملك عن خير أب
وقبست الدين عن خير نبي
وضممت الفخر من أطرافه
سؤدد الفرس ودين العرب
وهذا من بالغ الفخر الذي تتجلى فيه نفسية ذلك الشاعر الكبير وعظمته، وهي إن بلغت من الدلالة على عزة نفسه ونزعته القومية وأثر الدين، فإنها لتدل على أنه لم يلجأ إلى المديح إلا مماشاة للروح التي سادت في عصره، تلك الروح التي كان يلجأ إليها الشعراء لجوء الحاجة طورا ومتابعة لقضاء المآرب السياسية طورا آخر، على أن قوم مهيار الذين سادوا الدهر فتى ومشوا فوق رءوس الحقب، لقوم لم يسعد قوم غيرهم بفخر كفخر شاعرهم الأعجمي أرومة، العربي لغة ومنزعا، فأين من هذا قول المتنبي مثلا:
أحارب خيلا من فوراسها الدهر
ناپیژندل شوی مخ