54

تاریخ الفیوم

تاريخ الفيوم

ژانرونه

كلا فإنها الأشغال، تعيق في بعض الأحوال، وإنه العالم المعهود، والمنشئ البليغ المعدود، الذي رفع علم الإنشاء كالعلم، وأظهر للسيف فضائل القلم، وجلى مخدرات المعاني لمخيلات الحفاظ، متحلية بدقيق الإشارات وفصيح الألفاظ، فاقتبس منها كل شاعر، وجعلها لمذهب كلامه كالمشاعر، وأنار بها سليقته، وعرف منها مجاز التعبير وحقيقته، وكرر عباراتها كل نحرير؛ ليتمكن خاطره من التحرير، فنبغ أدباء أفاضل، وشعراء أماثل، ملئوا الأودية سحرا، والأندية عطرا، والسطور ظرفا، والطروس صرفا. فلله دره من كاتب مجيد، قد جدد عهد ابن المقفع وعبد الحميد، ولا شك أنه سيوافي رصيفه، ويوالي حليفه، بما ترتشفه العقول سلافا، وتهتز له الهامات استلطافا، فهو صديقه الحميم، وخليله إبراهيم.

رمزي

فجاءنا منه هذا المحرر الكريم ردا على كتابنا السابق، قال:

كتابي إليك وأنا منك بين معتذر وعاتب، ومغلوب وغالب، حيث سألتني - أعزك الله - عن فتور المراسلة، وما كنت لتعهدها من صديق حميم وولي كريم، فقمت مقام المعترف الذليل، العائذ بمقام الخليل، لعل الله يغسل الذنب بماء الرحمة، ويعفو عن هذه الوصمة، ثم عذرتني بعناء الأعمال في هذا الإهمال، ولا والله ما ذممتك في الأولى، ولقد شكرتك في الثانية، والله يشهد أني إذ ذاك بين عزم فاتر، وليل ساهر، وأمور منزلية، وأعمال مدرسية، لا يكاد يغبني الفراغ إلا ريثما يحين العمل، حتى هجمت أيام البطالة التي يجم فيها العقل، وتنمو القوى، ويستد الساعد وتقيد الأوابد، ويلتقط الكلام من أفواه الأقلام، فمرحبا بك وبجريدتك، التي برهنت بها على فضل مصر في هذا العصر، وضربت بها كل طود فانبجس عنه ماء العلم، حتى قلنا إن العصا قرعت لذي الحلم، فحياك الله وبياك كلما عتبت فاعتذرنا، وأمرت فأطعنا، والسلام.

أحمد مفتاح

علماء العصر الحاضر

قد نسينا - وجل من لا ينسى - أن نذكر علماء العصر الحاضر بعد العلماء السابقين، ولكن ذلك لا يمنعنا من إثباتهم الآن.

فمنهم حضرة الأستاذ الكامل والعالم العامل الشيخ محمد الروبي من دفنو، وهو الآن من كبار مدرسي الجامع الأزهر المعمور.

ومنهم الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد الرفاعي من معصرة عرفة، وهو شيخ رواق الفيمة بالجامع الأزهر الآن، ومن كبار مدرسيه.

القسم الرابع

ناپیژندل شوی مخ