280

تاریخ مدینه دمشق

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها¶ من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

ورجل من قريش على الحسن بن علي فقام فدخل المخرج، ثم خرج، فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته مرة هي أشد من هذه.

قال: وجعل يقول لذلك الرجل: سلني قبل أن لا تسألني، قال: ما أسألك شيئا [حتى] (1) يعافيك الله قال: فخرجنا من عنده ثم عدت إليه من غد، وقد أخذ في السوق (2) فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال: أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟

قال: نعم، قال: لئن (3) كان صاحبي الذي أظن لله أشد له نقمة، وإن لم يكنه (4) ما أحب أن تقتل بي بريئا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي الشاهد، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي نعوده فقال لصاحبي: يا فلان سلني، قال: ما أنا بسائلك شيئا، ثم قام من عندنا، فدخل كنيفا له، ثم خرج فقال: أي فلان سلني (5) قبل أن لا تسألني فإني والله لقد لفظت طائفة من كبدي قبل قلبتها بعود كان معي، وإني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذا قط فسلني، فقال: ما أنا بسائلك شيئا [حتى] يعافيك الله إن شاء الله.

ثم خرجنا، فلما كان الغد أتيته وهو يسوق، فجاء الحسين فقعد عند رأسه، فقال:

أي أخي انبئني من سقاك؟ قال: لم، أتقتله؟ قال: نعم، قال: ما أنا بمحدثك شيئا، إن يك صاحبي الذي أظن فالله أشد نقمة، وإلا فو الله لا يقتل بي بريء.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)، نا محمد بن علي، نا أبو عروبة الحراني، نا سليمان بن (7) عمر بن خالد، نا ابن علية، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال:

مخ ۲۸۲