تاریخ مدینه دمشق
تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها¶ من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
قالا: نا أبو بكر بن دريد، قال: قام الحسن بعد موت أبيه أمير المؤمنين فقال: بعد حمد الله جل وعز (1):
إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر ، فشيبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في مبتدئكم (2) إلى صفين، ودينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وانا لكم كما كنا، ولستم (3) لنا كما كنتم ألا وقد أصبحتم بعد (4) قتيلين: قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، فأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله جل وعز بظبا (5) السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا.
فناداه القوم من كل جانب البقية البقية (6). فلما أفردوه، أمضى الصلح.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا محمد بن سعد، أنا هشام أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن حصين (7)، عن أبي جميلة [ميسرة بن يعقوب] أن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي، فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر، وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد وحسن ساجد.
قال حصين: وعمي أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرا ثم برأ فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم الذين قال الله عز وجل: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (8).
مخ ۲۶۸