د تاریخ دولت آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
ژانرونه
من ير يوما ير به والدهر لا يغتر به قال عماد الدين: وسبب قتل هذا الوزير أن أبا القاسم الأنسباذي كان رسولا عند السلطان سنجر، وقرر من أمر ابن أخيه السلطان محمود ما قرر. وذكر له أن الوزير هو الذي أذهب الهيبة وشتت شمل الأجناد، وبت حبل السداد.
وتوسل بكل طريق حتى تنجز كتاب السلطان سنجر إلى ابن أخيه في طلب وزيره وأمره بتسييره. فحار محمود وخشي إن سيره اطلع على سره، وإن لم يسيره أسخط عمه بمخالفة أمره. فأشير عليه بقتله، وتسيير رأسه. فبغت الوزير أقوى ما كان رجاء في الحياة ببأسه.
قال عماد الدين: وعاد حكم المملكة كله إلى عزيز الدين أبي نصر أحمد ابن حامد وكان حينئذ مستوفي المملكة وجاذب زمامها، ومالك نظامها. فسكن السلطان إليه، وعول عليه، وعرض الوزارة عليه فأباها. ووجد مغارس المملكة ذاوية فرواها.
وقال: أنا أنفذ أمورك وأوامرك، وأصفي مواردك ومصادرك، ولا أدع مصلحة تقف، ولا منفعة تنصرف. لكنني لا أتسم بالوزارة ولا أتقلد وزرها. على أنني أتقلد أمرها.
فإذا حضر صديقي أبو القاسم الأنسباذي جعلته صدرها. وما عرف أن صداقته عند عودة تعود عداوة، وأنه يتجرع مرارة سم ما ظنه حلاوة. فمكث سنة بالمناصب متوحدا وبالمراتب منفردا. وعاد السلطان إلى مقر ملكه محبوا بالظفر محبورا، محمود الأثر مشكورا. واستمر الشهاب أسعد الطغرائي في الإنشاء ومنصب الطغراء.
ولما عاد الدركزيني قال العزيز للسلطان"قد وصل من يكفل بالأمر ويكفي في الحل والعقد. فأنهضه للوزارة، فإني غير ناهض بأوزارها. واتركني ومضائي في غير هذه الخدمة ولا تقلني بمضارب مضارها. وأنا إن خليت الوزارة اسما، فما أخليها نظرا. وأعذقها بسواي وأكون عليه بحكمي مستظهرا. فيكون أبو القاسم لي قسيما، وأصبح أنا له مقعدا في المصالح مقيما". فقال السلطان"ما أعرف سواك، ولا أعول إلا على حجتك وحجاك"وسيأتي ذكر الحال في ذلك.
مخ ۲۷۶