د تاریخ دولت آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
ژانرونه
فاتفق جميعهم على الوقيعة في زين الملك أبي سعد بن هندو. حتى بلغوا في مكروهه ما ودوا. فباحوا بسر سرائره وحملوا السلطان على أخذه بجرائره. وإنما تمشي لهم السعي فيه بما كثروا عند السلطان من ثروته. وقالوا إننا ننقل مائتي ألف دينار إلى الخزانة من خزانته. فأمر السلطان بأخذه وتسليمه إلى التونتاش، وأوقعه في مخلب ذلك البطاش. فحمله من أصفهان إلى مدينة ساوه وصلبه يوم الجمعة في شارعها. فلما قتل تصرفوا من ماله، وتدينوا باستحلاله. وأنسوا السلطان المائتي ألف دينار وتحكم ابن الكافي في ذلك المال. واستوعبه الكامل على الكمال. وأعيد في وزارة الخطير ديوان الاستيفاء إلى معين الدين مختص الملك، فتولى بعد العزل، وتمكن من الشغل. وعبث بهم أبو طاهر الخاتوني في أبيات فارسية، قال الإمام عماد الدين: وعربت بعضها وقلت:
صدور ما بهم للملك إيراد وإصدار
خفاف لو نفختهم وهم في دستهم طاروا
رأيتهم كما كانوا وأعرفهم كما صاروا
وكان الأستاذ الموفق أبو طاهر الخاتوني من صدور الدولة، وأعيان المملكة، وأفاضل العصر، وأماثل الدهر. ذا فصاحة وحصافة، ولطافة وظرافة في النظم والنثر، جامعا لأدوات خدمة الملوك. خبيرا في مناهج السلوك، قد قلب الأمور ظهرا لبطن، وجرب الحالين من قوة ووهن. ولم يزل مذ نشأ وإلى آخر عمره صدرا كبيرا. ومشارا إلى صوابه وبالصواب مشيرا. وما زال لخاتون مستوفيا. وديوان السلطان بكفايته مكتفيا. فلما تولى هؤلاء عرفوا نقصانهم عند فضله، وانخفاض محلهم في البراعة عند ارتفاع محله، وعلموا أنه لا يغضي عن عيبهم عينه وأنه لا يقضي إلا من عروض عرضهم إن قارضوه أو عارضوه دينه. فتخيلوا من تزبيقه وانتقاده، وتحيلوا بكل طريق بعد تقريبه في إبعاده. فتمحلوا له من جرجان شغلا. وعدوه له أهلا. وجر إلى جرجان جرجان ونقل من أعز مكانة إلى أذل مكان. قال الإمام عماد الدين-رحمه الله-، وشكا في أبيات عجمية أعجام حظه واتهامه. وإقلال قلمه وإعدامه. فعربتها وقلت:
لمرتبة الكلب في عصرنا على رتبة نحن فيها شرف
وما عاد ذو قلم مفلحا فإن الفلاح لطبل ودف
مخ ۲۵۲